الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الأرق والقلق وأفكار سلبية باستمرار، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندي أرق وقلق مستمران، وأفكار سلبية لكل مشكلة أمر بها، وأي مشكلة تأخذ معي تفكيرًا واسعًا جدًا وسيئًا حتى لو كانت مشكلة صغيرة، رغم أنني -والحمد لله رب العالمين- أحفظ القرآن كاملاً، ومعي إجازة حفص، ومحافظ على وردي اليومي بقدر استطاعتي، فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

- بارك الله فيك -أخي العزيز- وأشكر لك تواصلك مع الموقع, سائلاً الله تعالى أن يفرج همك، ويشرح صدرك، ويعافيك من كل سوء ومكروه، ويرزقك سعادة الدنيا والآخرة.

- كونك تعلم بمشكلتك فهذه بداية الحل مما يستلزم منك التغافل والإعراض، ومدافعة ما يعتريك من الأفكار السلبية، وتضخيم النظر إلى المشكلات, وذلك بتلمس الجوانب الإيجابية في الناس والحياة، وحسن الظن بالله تعالى والتحلي بالأمل والطموح والتفاؤل، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يعمّق المشكلة ما أمكن من مكان أو أشخاص.

- وما تشكوه من مظاهر الأرق والقلق والأفكار السلبية، وتضخيم مشكلات لا شك أنه نتيجة ظروف ومتاعب مررت أو تمر بها في حياتك, ولذا فإن معالجة الأسباب مما يسهم في معالجة النتائج, وذلك بمواجهة ظروفك بحزم وجدية من جهة, ومراجعة طبيب نفسي مختص.

- ضرورة استحضار طبيعة الحياة الدنيا، وأنها طُبِعَت على الابتلاء, وعظيم ما أعده الله تعالى من الثواب والجزاء للصابرين على البلاء، والشاكرين للنعماء، والمؤمنين بالقدر الراضيين بالقضاء.

- ما من الله تعالى به عليك من استقامة والتزام، وحفظ القرآن مما يسهم ولاشك في التخفيف من حدّة معاناتك بإذن الله, مما يستلزم منك شكر هذه النعمة بمداومة قراءة القرآن والأذكار وطلب العلم النافع والإقبال على دراستك بجدية والحرص على العمل الصالح، ومتابعة المحاضرات والخُطَب والدروس، والبرامج النافعة والمفيدة.

- ومن المهم أيضاً بهذا الصدد لزوم الصحبة الطيبة التي تذكرك إذا نسيت، وتعلمك إذا جهلت، وتنبهك إذا غفلت، وتؤنسك من وحشتك وضيقك, وتجنبك المفاسد النفسية للعزلة عن الناس, فالصديق الصالح خير عدة لأوقات الرخاء والشدة.

- ومن المهم أيضاً الاعتناء بنفسيتك بإعطاء نفسك حقها من النوم والراحة، والنزهة وزيارة الأهل والأصدقاء العقلاء الصالحين، ومزاولة الرياضة، والاهتمام بالصحة، والبعد عن المنغصات والمكدرات والمنبهات.

- أنصحك بقراءة كتاب (لا تحزن) للشيخ عائض القرني, ومثله كتاب (استمتع بحياتك) للعريفي.

- ولا أجمل وأفضل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء أن يصرف عنك وساوس النفس والهوى والشيطان، والهموم والأحزان (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء).

أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والعافية والشفاء، والسعادة في الدنيا والآخرة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً