الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي شاب لا يعيبه شيء فرفضته، ثم خطب صديقتي فندمت على ما فعلت، كيف أنساه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أصبت بمرض نفسي منذ فترة، وهو الوسواس القهري، أتعافى منه بصعوبة، -وكله بفضل الله تعالى- دون طبيب أو أدوية، ولكنه سرعان ما يعود، وأخشى على نفسي من هذا المرض، وأخاف أن أتزوج.

وكان قد تقدم شاب لخطبتي ذو خلق ودين، ولا يعيبه شيء، ولكنني رفضت لأني كلما فكرت في موضوعه زادت وسوستي، فخفت أن يتفاقم الوضع إن وافقت على الخطبة، وأزداد وسوسة، ولا أريد أن أظلمه، وبعد ذلك خطب صديقتي، وفي تلك الفترة ذهب الوسواس عني، وندمت كثيرا لأنني رفضته.

أنا دائمة التفكير فيه بشكل مبالغ، أتمنى دوما لو أن الزمن يعود وأقبل به، تفكيري يرمي بي إلى الهلاك، لا أحمل أعباء الحياة كما يجب، ماذا أفعل؟ أفكر أنني رفضت خيرا قد بعثه الله لي ليخلصني، ولكنني كنت أشك أن هذا خير بسبب الوسواس، فقد كنت أقول في نفسي كيف يقدم لي الله الخير وأنا غير سوية، هل الله يعاقبني، أم ما حصل قسمة ونصيب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الوسواس القهري من بعض خصائصه التردد في اتخاذ القرارات، والتردد حتى في طلب المساعدة، وهذا ما حصل معك -أختي الكريمة- والوسواس القهري عادةً حتى بدون علاج قد يختفي لفترة من الوقت، أو تقلُّ حدَّته لفترة من الوقت، ولكنه قد يعود مرة أخرى، وما حصل قد حصل، -وإن شاء الله- يعوضك خيرًا عمَّا فقدتِ، ويجب ألَّا تعودي إلى الوراء وتفكّري كثيرًا، المهم عليك بمعالجة الوسواس حتى لا تتضررين منه في نواحي حياتك الأخرى، وعلاجه -يا أختي الكريمة- إمَّا أن يكون علاجًا سلوكيًا معرفيًّا، أو علاجًا دوائيًا، ويجب أن يتم كل هذا تحت إشراف طبيب نفسي.

وأيضًا تحتاجين إلى الكلام وإفراغ ما بداخلك ممَّا حصل في الماضي، فكلُّ هذا يُساعدك في اجتياز هذه المرحلة وعدم الندم وعدم ندب حظك -يا أختي الكريمة، وكما ذكرتُ- أنتِ إنسانة -الحمد لله- مؤمنة بالله ومتوكلة عليه، وكما قلت الزواج قسمة ونصيب، -وإن شاء الله- يجعل لك مَن هو أفضل منه.

المهم هو أن تُعالجي نفسك من الوسواس، حتى لا يؤثِّر في مناحي حياتك الأخرى، و العلاج إمَّا أن يكون دوائيًا، وإمَّا أن يكون نفسيًا، وأنا أرى أنك أقرب إلى الاستفادة من العلاج النفسي، لأن إرادتك قوية، وقد لا تحتاجين إلى أدوية، فقط العلاج السلوكي سوف يُساعدك في التخلص من هذا الوسواس القهري، والتخلص من التفكير الشديد فيما حصل.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً