الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت أعاني من نوبات صرع كبرى والآن من دوخة وخمول وقلق

السؤال

السلام عليكم

عمري 28 عاما، كنت مريضا بنوبات صرع كبرى منذ سنوات، وأتناول علاج (تيريتام 500 مرتين (وتريلبتال 300 مرتين، وإندرال 40 مرة صباحا، وكوبال اف) مرة صباحا.

مع العلم أنني مدخن، وأعاني من دوخة وخمول شديد في النهار، ويزيد مع الأيام، ومعه ضغط وشد شديد بين الجبين، ودوخة أثناء الكلام، وجفاف في الفم مع الأصدقاء أو الضحك معهم، وأصبح التركيز يقل.

فما الحل؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبما أنك تعاني من مرض الصرع منذ فترة وتتناول أدوية مضادة للصرع فعليك – أخي الكريم – المراجعة باستمرار مع طبيب المخ والأعصاب، ولعلَّ بعض الأشياء التي ذكرتَها قد تكون لها علاقة بالأدوية التي تتعاطاها، وبالذات مثلاً الخمول الشديد.

ولكن هناك أعراض أخرى قد تكون هي أعراض قلق وتوتر – أخي الكريم – ومعروف أن الاضطرابات النفسية تزيد عند مرضى الصرع بمقدار ونسبة أكثر عن الأشخاص العاديين، تزيد عندهم الاضطرابات النفسية، من قلق وتوتر واكتئاب، بنسبة أكبر من الأشخاص العاديين، وقد أُجريتْ دراساتٍ عديدة، بعض الأطباء وجدوا أن هناك عاملا مشتركا، وأن هناك اضطرابات في المخ تؤدي إلى الصرع وتؤدي إلى بعض الاضطرابات النفسية، وآخرون ربطوها بالآثار النفسية المترتبة على مريض الصرع وما يشعر به من بعض المشاكل في حياته.

على أي حال: هناك تفسيرات كثيرة، ولكن الثابت أن هذه الاضطرابات النفسية تكثر مع مرضى الصرع.

ولا أدري لماذا أعطاك طبيب المخ والأعصاب الـ (إندرال)؟ فعلى حسب علمي الإندرال ليس دواءً يُعطى للصرع، ولكنه يُعطى لزيادة ضربات القلب، ويمكن في ارتفاع ضغط الدم البسيط، أو قد يُعطى (أحيانًا) لأعراض القلق والتوتر، وبالذات الأعراض البدنية أو الجسدية، مثل زيادة في ضربات القلب، أو التعرُّق الشديد، أو الرجفة... كل هذا يُساعد فيها الإندرال.

أما قلة - أو ضعف أو تشتت - التركيز أيضًا قد يكون ناتجًا عن القلق، وقد يكون ناتجًا عن الاكتئاب.

فيا أخي الكريم: تحتاج أولاً لمراجعة طبيب المخ والأعصاب حتى يُراجع الأدوية التي تتعاطاها، ومراجعة جرعتها، وبعد ذلك يمكنك أن تقابل طبيبًا نفسيًا لأخذ تاريخ مفصّل وفحص نفسي دقيق، ومن ثم يكتب لك العلاج، إمَّا علاجًا دوائيًا أو علاجًا نفسيًّا، حسب التشخيص الذي يصل إليه وحسب ما يراه من مشكلة نفسية عندك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً