الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس قهري وفي الصلاة والوضوء خف كثيراً

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه.

إلى الدكتور/ محمد عبد العليم: سبق وأن استشرتكم في مواضيع، وأنا الآن في أمس الحاجة إلى استشارتكم.

أنا أعاني من قبل 3 سنوات من وسواس قهري، وأخذت العديد من الأدوية النفسية، ومن ثم قطعتها من تلقاء نفسي، والآن عادت الأعراض إلي، وأستخدم فافرين 50 ودقماتيل 50 وأشكو من هذه الأعراض، علماً أن الوسواس في الصلاة والوضوء خف كثيراً، ولكن هذه الأعراض أزعجتني كثيراً، وهي: تقلبات في المزاج، وبعض من الوسوسة، وقلق، وأفكار سلبية، واكتئاب، وأني سأفقد عقلي، فهل هذه الجرعة تعتبر علاجية أم ماذا؟

أرجو منكم تشخيص حالتي، وهو أني أشك أنه ثنائي القطب أو انفصام في الشخصية، أرجوكم أرشدوني إلى العلاج الأفضل أو الجرعة الممتازة، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mansour حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، إذا كان تأكد تشخيصك من المؤكد أنه وسواس قهري، وذلك قبل ثلاث سنوات، والآن بعد أن تناولت الفافرين والدوجماتيل بالجرعات التي ذكرتها، وبدأ عندك بعض سمات التحسن، ولكن بقية موضوع تقلبات المزاج والوسوسة، والقلق وأفكار سلبية واكتئاب، وأنك ستفقد عقلك، لديك هذا النوع من المخاوف، فأنا لا أراك أبداً أنك تعاني من ثنائية القطبية، ولا أراك أنك تعاني أبداً من مرض الفصام.

لديك بعض أعراض ما نسميه بالقلق الاكتئابي، وهذا ربما يكون ثانوياً للوسواس القهري، طبعاً أخي الكريم، أفضل شيء هو أن تذهب لطبيب نفسي، ليقيم حالتك تقيماً مباشراً، هذا أفضل، وفي ذات الوقت كثف جهدك العلاجي بأن تكون إيجابياً في تفكيرك، أن تحقر الفكر السلبي، أن تكون دائماً شخصاً إيجابياً وحسن التوقعات، وأن تحسن إدارة وقتك وأن تصرف انتبهاك تماماً عن الفكر الوسواسي.

الفاعلية الاجتماعية -أخي الكريم- تعود بمردود عظيم على الإنسان من الناحية المزاجية، فاسع نحو ذلك.

الفافرين بجرعة 50 مليجراماً هذه جرعة بسيطة، وأنا أعتبرها جرعة تمهيدية وليس جرعة علاجية، الجرعة العلاجية في الفافرين تصل حتى 300 مليجراماً في اليوم، وهو دواء بسيط وسليم.

أخي: كما ذكرت لك، أنا أفضل أن تذهب وتقابل الطبيب، لكن إن لم تستطع ذلك فارفع الفافرين إلى 100 مليجرام، واترك الدوجماتيل كما هو 50 مليجرام، وراقب نفسك لمدة شهر، إن حدث تحسن أرجو أن تسير على نفس الجرعة، وإن لم يحصل تحسن حقيقي هنا تصبح مقابلة الطبيب حتمية، ويمكنك في ذات الوقت أن تتواصل معي أيضاً.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً. وأسأل الله لك العافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً