الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تمر علي أيام لا أستطيع فيها النوم، كيف أتخلص من ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي بدأت منذ 9 أشهر بعد معرفتي بمرض أختي، حينها كنت حاملاً بابني الثاني، عندها بدأ عندي الوسواس، وصرت أتخيل المرض على نفسي تارة، وعلى أولادي، ولكن بما أن الوسواس ليس بجديد علي، حيث أصابني أكثر من مرة وسواس الموت تارة، ووسواس المرض، -الحمد لله، بفضل الله- الدعاء والعلاج السلوكي الذي كنت أتبعه عن طريق ما أبحثه في النت والكتب تخلصت منه، وخرجت من دائرة الاكتئاب.

مشكلتي أني أثناء الوسواس كانت تمر علي أيام قليلة لا أنام فيها لا صبحا ولا مساء، وبما أنني كنت حامل فلم أستخدم أي منوم، وبعدما تعدلت حالتي أصبحت أنام ولكن الآن حتى بعدما أصبحت أموري جيدة أبقى أسأل نفسي هل سأنام الليلة؟

في الصيف عندما قضيت إجازتي شهرين عند عائلتي كنت أنام جيدا، وتخلصت من الوسواس، فقط بضع مرات عندما أضع رأسي على المخدة أفكر هل سوف أنام؟ ثم أغرق بالنوم.

ما يضايقني هو استمرار تفكيري بالنوم، مع أنني -الحمد لله- أنام جيدا، ولكنني أريد أن أتخلص من الفكرة؛ لأنها من جديد بدأت توترني وتصيبني بالأرق، ولا أعلم كيف أتخلص منها؟ حتى أصبحت أسأل الجميع هل يفكرون أنهم الليلة سينامون أو لا؟

ملاحظة: قديما عندما كنت أتعرض للوسواس كان نومي سهلا، ولم أذكر أنه مضى علي يوما لم أنم فيه ولا ساعة، ولكن من جديد تمر علي أيام لا أنام فيها، خصوصي عندما أفكر بالموضوع، علما أنني أكون تعبانة، وبما أنني أرضع لا أحب تناول الأدوية.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تأثرتِ طبعًا بمرض أختك، وأُصبتِ بقلق وتوتر، وهذا طبيعي، وخوف من الأمراض، -والحمد لله- تغلبت عليها بفضلٍ من الله ثم بقوة إرادتك واتباعك للعلاج السلوكي المعرفي.

الآن مشكلة النوم طبعًا لها علاقة بالقلق وبالتوتر -أختي الكريمة- الشخص يكون قلقًا ومتوترًا فلا ينام، فيزيد التفكير والقلق من أنه لا يستطيع النوم، وهذا يؤدي بدوره إلى عدم النوم.

العلاج قد يكون بعدة أشياء، من ضمنها:

• أولاً: تجنب الأشياء التي لا تؤدي إلى النوم، مثل تناول المنبِّهات كالشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة مساءً.

• ثانيًا: إطفاء أي مصدر لنور الضوء جيدًا قبل النوم.

• ثالثًا: يجب أن تكون الغرفة معتدلة في درجة الحرارة، لا باردة ولا ساخنة حارَّة.

• رابعًا: عند التوجُّه للنوم يجب ألَّا نحمل هموم اليوم معنا، ولا نفكّر كثيرًا، وإذا لم نستطع النوم ننهض من الفراش مرة أخرى.

الشيء الأخير: هناك طبعًا أدوية في النهاية ولا تؤثِّر على الرضاعة، ويجب أن يكون هذا بعد التشاور مع الطبيب.

كل هذا يتم إذا فشلت المحاولات الأخرى من الاسترخاء -كما ذكرتُ- والأشياء التي تُقلِّلُ من القلق وتمنع النوم، إذا فشل كل هذا فيجب أن يتناول الإنسان بعض الأدوية التي لا تؤثِّر على الرضاعة، وتُؤخذ لفترة قصيرة حتى يستطيع الإنسان أن ينام، وعندما ينام الشخص فإنه يكسر حاجز الخوف، وبعد ذلك يمكن أن ينام طبيعيًّا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً