الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أفكار سلبية وتناول للحشيش ومشاكل عاطفية، هل حالتي مستعصية؟

السؤال

السلام عليكم.

كانت حياتي تسير على ما يرام، أكملت دراستي منذ سنتين، بمرور الوقت أصبحت أشعر بالقلق والتوتر شيئا فشيئا، قررت البحث عن عمل لتغيير حالتي، لكن لسوء الحظ كانت ظروف العمل صعبة، فتعكرت حالتي أكثر دون أن أنسى أنني أتعاطى النقب الهندي منذ سبع سنوات، ودون أن أنسى أنني مررت بمشكلتين عاطفيتين متتاليتين.

منذ 9 أشهر وأنا أعاني من الأفكار السلبية والتناقض والتردد، وصداع يومي ترتفع قوته عند التفكير في حالتي.

عائلتي دائما ما تقول لي إن سبب حالتي هو الفراغ الذي أمر به وتفكيري المتواصل في مستقبلي، وأنا أيضا متأكد من ذلك؛ لأنني قضيت فترة لا أريد أن أشتغل؛ لأنني أريد أن أشغل منصبا يواكب مستواي الدراسي. في المواقف المضحكة أشعر أنني أضحك بصعوبة كبيرة.

منذ خمسة أشهر ذهبت لطبيب نفسي أمرني بالانقطاع عن المخدرات ووصف لي (زوفريد) لمدة شهر واحد، ثم أضاف لي (زولوفت) لمدة شهر آخر، وقال لي إن العلاج يمتد لأشهر. شعرت بتحسن في التركيز، لكن الأعراض لم تختف، فلم أصبر على نفسي، وانقطعت على العلاج تلقائيا.

أحيانا أقول لنفسي: إنني أستطيع أن أتجاوز هذه الفترة بدون علاج، ثم أتراجع وأقول إنه بدون علاج لن أتجاوز هذه الفترة، لأنني قرأت على الإنترنت أن هذا صعب؛ نظرا إلى أن الاكتئاب يسبب للمريض اختلالا في الهرمونات وتصعب عملية التحسن بدون علاج ومضادات، فهل يمكن أن أتجاوز هذه المرحلة دون تعديل مستوى الهرمونات؟

وجدت على موقعكم أن (بروزاك) يقضي على التناقضات التي أشرت إليها سابقا TOC كما أن له تأثيرا على السيروتونين.

هل أعاني من الاكتئاب أو TOC أو burn out أم أن الاثنين معا يسببهما التوتر أم أن التناقضات ليست TOC تنتهي مع نهاية التوتر؟

هل حالتي تؤثر على البصر لأن الطبيب قال لي إن شدة التوتر تجعل المريض يهول الأعراض بل ويتخيل أعراضا أخرى؛ لأنني أصبحت حساسا للضوء، فكم من المدة يتطلب العلاج؟ وهل تتطلب 6 أشهر أو أكثر؟ وهل حالتي مستعصية؟

أرجو منكم الإجابة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hakim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم أنا أتفق مع الطبيب اتفاقًا كاملاً بأنك يجب أن توقف تناول القُنَّب الهندي –أو ما يُعرف بالحشيش– لأنه يُسبِّبُ مشاكل نفسية وأعراضا نفسية في حدِّ ذاته، ولذلك التوقف عنه ضروري لصحتك. هذه هي النقطة الأولى.

والنقطة الثانية التي أحبُّ أن أوضحها –أخي الكريم-: هناك مرض الاكتئاب النفسي، وهناك أعراض اكتئاب قد تكون ناتجة لأحداث حياتية وظروف مُعيَّنة مرَّ بها الشخص، وهناك فرقٌ بين الاثنين. الاكتئاب النفسي الذي يأتي عادةً دون سبب، وتكون له أعراض مُعيَّنة ومسار مُعيَّن هذا هو الذي يكون مرتبطًا بتغيرات كيميائية معيَّنة في مخ الإنسان، ولكن الأعراض الاكتئابية التي تأتي نتيجة أحداث مُعيَّنة يمرُّ بها الشخص –أو ظروف مُحدَّدة– فهذه لا ترتبط بأي مواد كيميائية في المخ، وهذا ما يحصل معك –أخي الكريم-.

أنت لا تعاني من اضطراب الاكتئاب، ولكن تُعاني من أعراض الاكتئاب الناتجة عن الظروف الحياتية التي مررت بها: عدم وجود عمل، ومشاكل عاطفية، وتناولك للقُنَّب الهندي... كل هذا من أسباب أعراض الاكتئاب عندك.

والعلاج هنا بالنسبة لك في المقام الأول هو علاج نفسي، والأدوية ما هي إلَّا مُساعدة في هذا الإطار، ولذلك تُؤخذ لفترات تعتمد على تقدُّمك في العلاج وحلّ المشاكل، ولا يمكن الجزم بأنك تحتاج إليها لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو غير ذلك مثل مرض الاكتئاب النفسي، ولكن تحتاجها حتى يبدأ العلاج النفسي في العمل، وحتى تبدأ في حلّ مشاكلك والاستقرار نفسيًّا.

فعلاجك في الأساس – أخي الكريم – هو علاج نفسي، وتحسُّن في أوضاعك، والتوقف عن تناول الحشيش، وبعد ذلك الدواء يكون فقط عاملاً مُساعدًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً