الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من خيبة أمل شديدة بعدما تركنني صديقاتي، فكيف أتجاوز تلك المحنة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نشكر لكم موقعكم المفيد.

مشكلتي أن صديقاتي تركنني بلا سبب واضح، ولم يعدن يرغبن بجلوسي بينهن أو كلامي معهن، بعد هذه الحادثة لم أستطع بناء أية علاقة صداقة جديدة، ثم لما بدأت أحاول تم تجاهلي حيث تمنيت كثيرًا أن أكون صديقة لإحداهن، وعبرت عن حبي لها ثلاث مرات وتم تجاهلي، كنت أعزي نفسي بأنني قد يمكنني مصادقتها بالتكرار -أي تكرار التعبير عن حبي- إلا أنني فقدت الأمل عندما علمت أنها ستنتقل من المكان الذي يمكننا التواجد فيه معًا لأنها وجدت وظيفة أفضل.

أعاني من خيبة أمل شديدة فلا يمكنني البقاء وحيدة ولا يمكنني مصادقة من لا أرتاح لهن، كما أنني كلما طرقت بابًا يغلق في وجهي -ليس في مسألة العلاقات فقط-، صرت أخاف من أن أتمنى أي شيء خوفًا من عدم حدوثه، وصرت أخاف الاقتراب من أي شخص خوفًا من التجاهل والرفض، صدقًا لا يمكنني احتمال أية خيبة أمل جديدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سناء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك في موقع الشبكة الإسلامية، ونسأل الله يصلح شأنك، ويرزقك رفقة صالحة.

ومما يمكن أن نشير به عليك:
_ اعلمي أولا أن الصداقة والحب في الله نعمة من الله تعالى، وإذا كنت تحبين تكوين الصداقه القائمة على طاعة الله، وأن تكون خالصة لوجه الله، فإن هذه الصداقة ستدوم، ولن تنقطع.

_ وأمر آخر أنت لم تذكري سبب ترك تلك الصديقات لك، ولهذا سأحاول أن أذكر لك بعض تلك الأسباب من وجهة نظري، من ذلك عدم التوافق في الطباع النفسية، ومنها أن الصداقة كان لها سبب دنيوي فلما انتهى انقطعت، ومنها الوقوع في معصية الله فإن المعاصي من أسباب انقطاع الصداقة فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ، فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا" رواه أحمد.

ومن تلك الأسباب عدم حسن الاختيار للصداقة من البداية، ومنها أنه قد تكون هناك وشاية ونميمة حصلت بينك وبينهن مما أدى لانقطاع الصداقة، ومن ذلك أيضا بعض التصرفات الأخلاقية من العنف والنقد الحاد والشدة في التعامل مما يورث النفرة بين الصديقات، ومن الأسباب أيضا فارق السن أو فارق الثقافة أو المستوى العقلي، وقد يكون السبب أنك مصابة بمرض العين أو الحسد فإن نفور الآخرين قد يكون هذا سببه وعليك بالمدوامة على الرقية الشرعية من قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات، المهم حاولي إيجاد الأسباب لهذه القطيعة واسعي في علاجها بقدر ما تستطيعين.

_ أخيرا لا داعي للحزن إذا ما تركك البعض من الصديقات ابحثي عن صديقات أخريات، وعلى قدر حرصك على تقوية الإيمان بالله والحرص على طاعته سيرزقك الله بصديقات صالحة خيرا منهن قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا }، [ سورة: مريم - آية: 96].

_ اجتهدي في أن تكوني أكثر تفاؤلا من ذي قبل، ودع التشاؤم أو التفكير في خيبة أمل مستقبلا فإذا كان حصل لك فقدان بعض الصديقات في الماضي ورفضن إعادة العلاقة معك، فإن الذي حدث لك قد حدث لغيرك ثم تغير حالها إلى الأحسن، وما حدث لك لا يعني أنك لن تجدي صديقة يمكن أن تجدي معها حسن العلاقة.

- أحسني الظن بالله، وفوضي الأمر له، واسألي الله أن يرزقك رفقة صالحة، وأبشري بخير.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً