الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل فعلاً لدي اضطراب ثنائي القطب كما قال الطبيب؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني طول حياتي من مشاكل نفسية كثيرة، فعندما أتواصل مع أشخاص جدد أحس بنبضي يتسارع بدون سبب، وأحس بإحساس متعب في القلب، والتي علمت بعد ذلك أن اسمها panic attack.

أعانى من مشكلة تغير المزاج الفجائي السريع، فأحيانا أكون في مزاج جيد، وإذا ضايقني أحد بشكل بسيط أفكر كثيرا جدا فيما فعلته، ولا أستطيع التخلص من هذه الفكرة؛ فتسبب لي توترا وقلقا وحزنا.

كما وأعاني من الأرق، فلا أستطيع أن أنام بشكل طبيعي، بل أبقى في السرير لساعة أو ساعتين حتى أنام، وإذا نمت فلا أشعر بالنوم، وكأن لا حاجة لي فيه، ولا أريد أن أنام بل إنني أعتبره مضيعة للوقت، ولا أستطيع ضبط مواقيت نومي، وتأتيني أفكار انتحارية، ولكن لا أقدم عليها أبدا لأن الله حرمها، وتأتيني كل فترة قصيرة نوبة اكتئاب حاد، ولكن بشكل متقطع، ولا تستمر لأكثر من 4 أيام، وأحب النظافة بشكل كبير، حيث إني أكون دقيقا في تنظيف غرفتي بشكل جيد، ولكن أحس أن هذا المستوى المطلوب، وأنه ليس وسواسا، ويأتيني إحساس بالخوف عندما تظلم الغرفة كي أنام، وهي أفكار بأن هناك شيطانا أو جنا سيؤذيني، مع أني أعلم تماما أنه لا يوجد شيء لا جن ولا غيره، ولكن هذا الشعور يتولد بشكل تلقائي وعفوي وأحاول أن أدفعه، ولكن بلا جدوى.

أفكر كثيراً في المواقف السيئة التي حدثت في الماضي، ولا أستطيع دفعها خارج تفكيري، وأخاف كثيراً أن أكون فاشلاً أو أن مستقبلي سيكون بائسا، وأنني لن أحقق النجاحات الكبيرة التي أحلم بها، وأحس أنني ليس لي قيمة، وأحب الروتين جدا والتخطيط وتنظيم الأشياء، ولدي شعور دائم بالقلق والتوتر.

منذ يومين أجريت اختبار متلازمة اسبرجر وكانت النتيجة 44/50، مع العلم أن نتيجة 35 أو أكثر تكون مصابا بالمتلازمة، ثم ذهبت إلى طبيب نفسي، فأخبرته بهذه المشاكل، فقال بأنني لست مصابا بها، وأنها أعراض اكتئاب ثنائي القطب ووسواس، وكتب لي دواء سيبرالكس 10مجم مرة واحدة بعد الإفطار، ودواء سيكولانز 25 مجم قبل النوم، ودواء اندورال 10 مجم، والحمد لله أحسست بتحسن من اليوم الثاني، ولكن المشكلة أنني أحس بخمول شديد جدا، وأحس أنني أريد أن أنام دوما، وأشعر بدوار وجفاف في الحلق، ولا أستطيع ممارسة أعمالي اليومية بسبب هذا الشعور، ولا أعلم هل أوقف الدواء لهذه الأعراض أم لا؟ وهل تشخيص الطبيب صحيح أم أنني ليس لدي وسواس ولست بحاجة لدواء سيكولانز، وأن دواء سيبرالكس كاف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أستطيع أن أحكم بصحة تشخيص الطبيب أو عدمه، لأنه هو الذي كشف عليك وأخذ التاريخ المرضي، وهو في وضع يمكنه أن يصل إلى التشخيص المناسب، ولكني أُعلِّق على ما ذكرتَه في استشارتك – أخي الكريم – فإن معظم ما قلته في الاستشارة ينحى منحى الاكتئاب النفسي، فهي أعراض اكتئاب نفسي، وإن كانت الفترة قصيرة جدًّا –كما ذكرت– أربعة أيام، لأن تشخيص الاكتئاب عندنا يجب أن يستمر لفترة لا تقل عن أسبوعين، وفي هذه الفترة يكون الاكتئاب يوميًا طول اليوم، هذه من المعايير العالمية لتشخص الاكتئاب النفسي.

الشيء الآخر الواضح في استشارتك أنك تعاني من شخصية مُعيَّنة نحن نسمِّيها بالشخصية الوسواسية، أو الشخصية المنضبطة التي تعني بالنظافة والروتين وأي شيء أن يُوضع في مكانه، هذا ليس وسواسًا قهريًّا، ولكن هذا نمط من أنماط الشخصية، فأنت تعاني من أعراض اكتئاب مع نمط مُعيَّن من الشخصية.

الشيء الثالث الملفت للنظر أن التحسُّن كان سريعًا جدًّا، وعادةً مضادات الاكتئاب تأخذ وقتًا قبل أن يتحسَّن الشخص على العلاج، فإذًا هذا تحسُّن عرضيّ، بمعنى: أن الأعراض تحسَّنت مباشرة وليس المرض.

على أي حال – يا أخي الكريم – يجب عليك متابعة الطبيب الذي أعطاك هذه الأدوية، وأن تذكر له ما ذكرته لنا من أعراض جانبية، وأنا على يقين بأنه سوف يقوم بعمل اللازم، ويقوم بخفض أو وقف الدواء الذي يُسبب لك هذه الأعراض الجانبية التي أتعبتك.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً