الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكنني العيش بشكل طبيعي بدون خوف أو وسواس؟

السؤال

السلام عليكم

معلم، كنت قبل 20 سنة مصابا بوسواس الوضوء والصلاة، فقد كنت أكرر الوضوء والصلاة، ولكنني تعافيت منه بدون أي علاج، وبعد زواجي كان عندي سرعة في القذف، وقرأت بالمنتديات وبعض المواقع أنه يعالج باستخدام حبوب الاكتئاب، فتناولت دواء (بروزاك) بتهور بدون وصفة طبية لعلاج سرعة القذف وكان بشكل متقطع.

خلال هذه الفترة أصبت بوسواس تكرار الوضوء والصلاة والنظافة الزائدة عن الحد المعقول، وأيضاً أصبت خلال هذه الفترة بالخوف من مواجهة الجمهور من خلال أن أصلي وأكون أماما أو أثناء القراءة بالصلاة، وأصاب بالخوف إذا جاء مشرف المادة فعند دخوله لرؤية عملي في الفصل تصيبني حالة من القلق وأتوتر حيث أقوم بقضم أظفاري والمنطقة التي حول أظفاري، وأيضا أشعر بالخوف، وتتخاطف أنفاسي، ودقات قلبي تتسارع إذا دخل الفصل أحد المسؤولين.

علما أنني أتناول الأندورال 40 حبتين مع بعض 80 لعلاج التوتر الذي يصيبني إذا دخلت الفصل أمام المسؤول لتقييم أدائي، لاحظت أن هذه الأمور حصلت بعد تناولي (للبروزاك) بدون توجيه، حيث سابقا كنت طبيعيا أصلي وأقرأ أمام أصدقائي، ولا توجد أي مشكلة، وكنت أشرح الدرس حتى لو كان هناك مشرف بالفصل ولا أتوتر.

أرجوكم أريد أن أصبح طبيعيا أصلي بأصدقائي، ولا أوسوس بالوضوء والصلاة، ولا أقضم أظافري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ طالب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فعلاً الوسواس القهري قد يتحسَّن بدون علاج، ومن طبيعة مسار اضطراب الوسواس القهري عند الإنسان أنه (أحيانًا) تختفي الأعراض، ويرجع الشخص طبيعيًّا حتى بدون علاج، وأحيانًا تزيد الأعراض زيادة ملحوظة، وتُشكِّلُ توتُّرًا وضغطًا لدى المريض، فهذا من مسار الوسواس القهري، أنه يتحسَّن، وقد ينتكس، وقد تزداد الحالة من وقتٍ لآخر.

أمَّا بخصوص البروزاك – أخي الكريم -: أنا لا أرى أن البروزاك هو سبب في رجوع الوسواس القهري مرة أخرى، لأن – كما ذكرت – الوسواس القهري هذا كان منذ فترة.

الشيء المهم: البروزاك نفسه – أخي الكريم – يُعطى علاجًا للوسواس القهري، فكيف يكون سببًا في حدوث وسواس قهري وهو علاج له؟ ولكن البروزاك (أحيانًا) عند بعض الناس يُسبِّبُ قلقًا وتوتُّرًا، وبالذات في الأسابيع الأولى، فهذا جائز، وهذا قد يكون ما شعرتَ به، أن البروزاك قد يكون السبب في حدوث بعض حالات القلق والتوتر أخي الكريم.

علاجك الآن - أخي الكريم – هو في أن تبتعد من البروزاك طالما ارتبط الوسواس به، وهناك علاجات أخرى، علاجات دوائية، مثل الـ (باروكستين)، والـ (سيرترالين) أو الـ (فافرين/فلوفكسمين)، وكلها من فصيلة الـ (SSRIS) وتُعالِج الوسواس القهري، وتُعالِج القلق في نفس الوقت.

وأيضًا – أخي الكريم – تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، العلاج السلوكي المعرفي فعّال جدًّا في علاج الوسواس القهري، وبعض الأطباء يعتبرونه هو الأصل، أصل علاج الوسواس القهري هو العلاج السلوكي، والأدوية تأتي في المقام الثاني، ولكن المتفق عليه أن الجمع بين الاثنين – العلاج الدوائي والعلاج السلوكي المعرفي – أفضل كثيرًا من العلاج الدوائي لوحده – أخي الكريم -.

فأنت إذًا تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي، وعلاج دوائي، حتى تتخلَّص من الوسواس القهري ومن أعراض القلق.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً