الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف وأشاهد أشباحاً وأخاف أن أنام وحدي

السؤال

السلام عليكم
بداية شكراً للقائمين على هذا الموقع.

منذ فترة أستطيع تقديرها بثلاثة أشهر، أصبحت أخاف من النوم في غرفتي لوحدي، فكلما أغمض عيني أتخيل أشباحاً وأمواتاً يقفون بالقرب مني، ويحدقون بي! حتى بعد قراءة الذكار وآية الكرسي مباشرة وبعد الانتهاء من القراءة أتخيلها (الأشباح) تظهر مجدداً، ولا أستطيع النوم، وأضطر للنوم في الطابق السفلي حيث تنام أمي وأختي.

طبعاً لا ننام في نفس الغرفة، ولكن أتفاجأ أن كل تلك التخيلات تختفي حين أنام في غرفة، ولوحدي في الطابق السفلي عكس الطابق الثاني أشعر وكأنه معي جن وعفاريت.

يحدث معي هذا فقط في الليل، وتحديداً عندما أذهب إلى الفراش وأغمض عيني، رغم أني أحياناً أقضي تقريباً اليوم كله في غرفتي دون الشعور بأي شيء.

أعتقد أن الأمر له علاقة بأنني نمت في إحدى المرات في تلك الغرفة بعد العصر، ورأيت كوابيس لكن يبقى عندي شك، لأني أرى كوابيس أحياناً حتى في الليل.

الصراحة لا أجد تفسيراً للخوف الذي ينتابني، هل هو راجع ربما إلى مشاهدتي لفيديو رعب قصير أو إلى القصص التي ربما سمعتها عن الجان، أو ما شابه، لا أعرف تحديداً، فما العمل للتخلص من هذا الخوف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك أخي الكريم، ورداً على استشارتك أقول: الحالة النفسية لها دور كبير في تلك التخيلات، بغض النظر عن منشأ السبب لها، سواء كانت رؤيتك لأفلام الرعب أو الكوابيس، فحديث النفس في لحظات المنام الليلية هي التي تجعلك تتخيل الأشباح، والحقيقة أنه لا وجود لها في الواقع.

ينبغي أن تنسى أو تتناسى هذه التخيلات، وذلك باحتقار تلك الأفكار، وعدم التفاعل معها أو الاسترسال فيها، فذلك من المؤكد أنه سيؤدي إلى ذهابها تماماً.

للشيطان دور بارز في هذه الأفكار، وذلك عبر وساوسه وتخويفاته لك بأن ثمة أشباحاً، فالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم واحتقار تلك الوساوس والخواطر وعدم التحاور معها سيؤدي إلى زوالها تدريجياً.

كثرة الذكر أثناء اضطجاعك في الفراش، والاستمرار في ذلك حتى تنام سيشغل ذهنك عن التفكير في تلك الأمور، إن شاء الله تعالى.

أنصحك أن تستمع لسورة البقرة وآل عمران في تلك الغرفة عبر جهاز الكمبيوتر، أو الهاتف ما بين الحين والآخر، فمن بركة هاتين السورتين أنهما تطردان الشياطين من البيت.

نزولك للطابق الأسفل يعمق فكرة وجود أشباح وأموات، فلا أنصحك بترك غرفتك في الدور الأعلى، بل عليك أن تتشجع وتلغي تلك الفكرة من رأسك كما قلت لك سابقاً، فإصرارك واحتقارك لتلك الأفكار يعد انتصاراً على الشيطان إن شاء الله تعالى.

لا بأس أن تستمع للقرآن الكريم بصوت منخفض أثناء النوم، فالتلاوة تريح القلب، وتشرح الصدر وتريح البال، وأكثر من الاستغفار، ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أعظم أسباب إزاحة الهموم.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً