الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أعود إلى بلدي وأستقر بها أم أعيش ببلد زوجتي مع قلة الراتب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأساتذة الكرام الفضلاء تحية طيبة، وعطرة، وبعد..

أنا رجل عربي، متزوج بامرأة عربية (من جنسية أخرى)، وقدمت إلى بلدها، وعشت معها، ولي ولدان صغيران عمرهما 4 و5 سنوات ونحن مستقران في بلدها وهي تعمل بوظيفة مرموقة بقطاع عام، وأنا كذلك وجدت عملا في بلدها، ولكني غير مستقر، وراتبي الشهري غير جيد، ومما زاد المشكلة عندي التدهور الاقتصادي الذي أصاب بلد زوجتي.

بدأت أفكر في العودة إلى بلدي وإيجاد وظيفة مستقرة، وكذلك حتى يمكنني أن أطالب فيها بجميع حقوقي ليس كبلد غريب، لا يوجد فيه أدنى حقوق، ولكني متردد بسبب أني سأبدأ من الصفر إيجاد عمل، واستقرار، ومنزل، وكذلك الفترة هذه ممكن أن تطول، فأنا في حاجة للتوجيه الصحيح، لكي لا أندم على أي قرار اتخذته، ولكم جزيل الشكر والفضل ( لقد أصبت باكتئاب نفسي بسبب التوتر في التفكير).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aziz حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل أن يقدر لك الخير، وأن يتفضل عليك بزيادة الرزق وجزيل الإنعام، وأن يحفظك وأسرتك على الدوام، وأن يجنبنا الذنوب والآثام.

لاشك أن مثل هذه القرارات تحتاج إلى دراسات متأنية ونظر في العواقب ومآلات الأمور، واستخارة واستشارة ولن يندم من يستخير ويستشير ويرضى بما يقدره القدير.

ولا يخفى على أمثالك أهمية مشاورة الزوجة لكونها الشريك الأقرب، بل هي أكثر من ينتفع أو يتضرر من مثل هذا القرار، وإذا تمكنت من إقناع زوجتك بالانتقال معك، فإنك تكون قد انتهيت من الشق الأصعب في موضوع العودة إلى بلدك.

وإذا كانت حياتكم مستقرة فأرجو أن لا تستعجل في اتخاذ قرار العودة إلى بلدك، واعلم بأن هذه الأمور تحتاج إلى تهيئة نفسية وترتيبات إدارية واستعدادات مادية، وتوكل على رب البرية، والمسلم يفعل الأسباب، ثم يتوكل على الكريم الوهاب.

وسوف نكون سعداء إذا وصلتنا فكرة واضحة فيها بيان لفوائد العودة إلى بلدك، ثم ما هي السلبيات المتوقعة؟ وما هي العقبات؟ ثم ما هي الحلول المقترحة لتلك العقبات؟ وقد صدق وأحسن من قال: قدر لرجلك قبل الخطو موضعها.

ونقترح عليك الذهاب بنفسك حتى تتضح لك الأمور وتقف على أحوال الناس ومعايشهم، وقد يكون من المفيد التدرج في الأمر، فلو أنك ذهبت لتقف على الأحوال والمعايش، ثم رجعت بعد مدة لتتخذ لنفسك بيتا يصلح لسكنى العائلة، ثم تأخذ زوجتك وأولادك لزيارة بلدك، وتقييم الأمر على أرض الواقع، ثم تحسن الاستماع لملاحظات أفراد أسرتك، وتلبى مطالبهم إن وجدت وتؤمن مخاوفهم، فكل ذلك مما يعينكم على تقبل الوضع الجديد.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه ونشكر لك هذه المشاورة لإخوانك في موقعك، ونتمنى أن توسع الدائرة فتشاور بعض أهل بلدك، ثم تشاور أهل بلد الزوجة، ونذكرك بأهمية الاستخارة التي كان النبي يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، والاستخارة فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير سبحانه.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به، وأن يسعدك وأسرتك، وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً