الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضعف الذاكرة بعد حديث صديقي عن الحالات النفسية، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ 8 أشهر كان لي صديق، كان يحدثني عن الأمراض النفسية، ومع مرور الوقت تأثرت فأصبحت لا أذاكر، ذاكرتي ضعيفة، من ثم أصبحت أرى أن العالم عبارة عن خيال، وأن الناس ليسوا حقيقيين، وأصبحت أتابع أنفاسي وأكرر الكلمات في رأسي.

تعبت نفسيا، لكن والحمد الله تغلبت على جميع هذه الوسواس، والآن أصبحت أشعر أنني لست بخير، لم أستطع نسيان الماضي، ففي كل لحظة تأتيني فكرة تذكرني بالماضي، أحس أنني لست بخير، وأحس بحالة غريبة لا أستطيع تفسيرها.

أريد أن أصبح كما كنت في الماضي، مع العلم أني ضعيف الشخصية، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعض الناس يتأثرون حقيقة حين يسمعون عن الأمراض النفسية ويقرؤون عنها أو يتعاملون مع المرضى النفسيين يكون تأثرهم أكثر من غيرهم، وهنالك ما نسميه التأثير الإيحائي، فالأمراض النفسية تثير كثيراً من الفضول، وما يحكى عن المرض النفسي في بعض الأحيان بالرغم من أنه ليس كله حقائق، يؤدي إلى فضول شديد لدى الآخرين، ومتابعات ومحاولة الاستقصاء عن هذه الحالات وأكثر.

فأنت الآن وقعت تحت وطأة هذا التأثير الإيحائي، الذي أنصحك به هو أن تدرك أن كل إنسان خلقه الله تعالى بكيانه مختلف عن الإنسان الآخر، وما يقع على هذا الشخص ليس من الضروري أبداً أن يصاب به شخص آخر، وأبني قناعات جديدة أن هذا التفكير كان تفكيراً في وقته نسبة لإثارة الفضول لديك، والآن أنت مدرك تماماً أن هذا النوع من التفكير يجب أن لا يكون مؤثراً عليك، وأصرف انتباهك عن هذا الفكر من خلال الاعتماد على الأفعال الإيجابية وليس الأفكار السلبية أو المشاعر السلبية، اجعل حياتك التطبيقية حياتك العملية في محيط عملك، في محيط تواصلك الاجتماعي، في محيط عباداتك، في محيط صلة الرحم اجعلها مفعمة بالفاعليات وبالإيجابيات وكن مثابراً، وكن دائماً في مقدمة الصفوف في كل شيء، فيا أخي الكريم الأفعال هي التي تغير المشاعر والأفكار، هذه نقطة مهمة جداً، وعلم النفس السلوكي الآن كله يعتمد على ذلك.

فإذاً أنت مطالب ببناء فكر جديد وتجاهل الفكر السابق، وأن تعتمد على أفعالك أكثر من مشاعرك وأفكارك، والإنسان حين يكون حسن الأداء وله فعاليات كثيرة تتغير مشاعره وتتغير أفكاره لتصبح إيجابية جداً وهذا نسميه بالمردود النفسي الداخلي الإيجابي، أخي الكريم عليك بالصحبة الطيبة الرفقة الطيبة، ويجب أن لا تقيم نفسك تقييماً سلبياً أنت لست بأقل من الآخرين ما دمت تقوم بواجباتك الاجتماعية، ما دمت باراً بوالديك، ما دمت تؤدي عملك فما الذي يجعلك -أخي الكريم- تحس بهذا الضعف، لا تحس به أبداً!

وعليك أن تنتمي إلى جماعة أي جماعة، مجموعة مثلاً تمارس رياضة جماعية ككرة القدم، مجموعة لتحفيظ القرآن، جالس إمام مسجدك من وقت لآخر هذه كلها تؤدي إلى بناء الشخصية وتطويرها بصورة إيجابية جداً، هذا هو الذي أنصحك به ولا أراك في حاجة لأي علاج دوائي في هذه المرحلة.

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً