الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جسمي لم يتغير رغم قيامي بالحمية الغذائية، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من بطانة الرحم المهاجرة، وأتعالج بدواء (فيزان) ولدي تورم بالثدي وألم شديد، حاولت حجز موعد عند دكتوري، ولكنه صعب جدا لأنني في أوروبا والآن وموسم أعياد وإجازات، وإن شاء الله سوف أقوم بعمل حقن مجهري.

الطبيبة قالت لي: يجب أن أعمل حمية غذائية وأخفض من وزني (12) كيلو تقريبا، قمت بعمل الحمية، ومارست رياضة المشي، ولم ينخفض من وزني شيئا، مع العلم أن شكل جسمي تغير، ووجهي أصبح نحيفا وشاحبا، فوزني الآن أصبح (107) كلغ، ولم ينزل أكثر.

أرجو من حضراتكم المساعدة، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -يا ابنتي- إن زيادة الوزن تقلل من نسبة نجاح أطفال الأنابيب، وكلما كان الوزن قريبا من المعدل الطبيعي المقبول للطول كلما كان هذا أفضل لنجاح المحاولة، وبالنسبة لك فمن المعروف بأن دواء ( فيزان) يزيد من احتباس السوائل في الجسم، ويزيد من الشهية، وهذا كله سيؤدي إلى زيادة الوزن، لذلك سيتطلب الأمر منك بذل جهد أكبر من الجهد الطبيعي لخفض وزنك.

كما أن دواء (فيزان) يسبب الاحتقان والألم في الثدي، فهذا من أعراضه الجانبية المعروفة، ولكن عليك أن تتحملي هذه الأعراض من أجل السيطرة على المرض عندك، فلو لم تجد الطبيبة بأنك بحاجة إلى هذا الدواء، وأن فائدته لحالتك أكبر بكثير من مضارة لما كتبته لك, فلا يوجد دواء ليس له أعراض جانبية -والحمد لله- بأنك ستتناولينه لفترة محددة فقط إلى أن يحين موعد عملية أطفال الأنابيب, ولأخفف عنك أقول لك: أن أعلى نسبة لحدوث الحمل عند من تتعالج من مرض البطانة الرحمية الهاجرة تكون في السنة الأولى التي تلي تناول العلاج, فتحملي وتفائلي خيرا -إن شاء الله تعالى-.

ولأساعدك في خفض وزنك أقول لك: إن كمية السعرات الحرارية التي تلزمك الآن للحفاظ على جسمك بالوزن الحالي ( 107) كلغ هي في حدود (3000) سعرة يوميا, ومن أجل خفض وزنك فيجب عليك أن تتناولي أقل من هذه الكمية يوميا, وأفضل طريقة هي التدرج عن طريق خفض (500) سعرة يوميا (وهو ما يعادل شطيرة همبرغر تقريبا), فاذا تناولت (2500) سعرة يوميا فإن وزنك سينخفض باوند أسبوعيا أي حوالي (2) كلغ شهريا, وإذا أضفت إلى ذلك ممارسة الرياضة بشكل يومي لمدة ساعة فإن جسمك سيحرق أيضا ما يقارب (500) أي ستكون خسارة الوزن مضاعفة أي (4) كلغ كل شهر, وبهذه الطريقة المتدرجة لخفض الوزن ستتناولين ما يكفي من السعرات, وبالتالي لن يشحب وجهك ولن تشعري بأنه نحل أو تغير, وبنفس الوقت فإن التدرج البسيط في خفض الوزن يساعد على الاستمرار في الحمية, لأنه لا يسبب الحرمان، ولا يضع الجسم في حالة مقاومة لخسارة الشحوم، وكلما شعرت بالضعف أو التردد ذكري نفسك بالهدف الذي من أجله تقومين بمثل هذا المجهود وهو زيادة فرصة نجاح العملية -بإذن الله تعالى, بالإضافة طبعا إلى وقاية نفسك من كثير من الأمراض التي تسببها السمنة.

أسأله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما, وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً