الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام أسفل البطن عجز الأطباء عن تشخيصها، فما قولكم فيها؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري ٢٥ سنة، أعاني من ألم شديد أسفل البطن في الجهة اليمنى، وكانت البداية منذ خمس سنوات، حيث راجعت طبيب الباطنية، وتبين وجود أملاح بسيطة.

استمر الألم شهرا ثم اختفى، وبعدها بسنة رجع بشكل أقوى، بالإضافة إلى ألم في المستقيم وفتحة الشرج، عملت أشعة تلفزيونية وتحاليل ولم يظهر شيء، وتم تشخيص الحالة على أنها التهاب في القولون، فتناولت مضادات حيوية وتعافيت خلال شهر.

رجع الألم بعد سنوات يصاحبه حرقان في فتحة الشرج استمر ستة شهور، فأخذت جميع أدوية القولون والمضادات الحيوية، وعملت العديد من التحاليل، فظهر أميبيا في البراز ولم يكن موجودا سابقا، فتعالجت من الأميبيا، واستمر ألم البطن ستة أشهر ثم اختفى.

عاد الألم بعد خمسة أشهر، فعملت أشعة وتبين أنه ارتشاح بجانب الزائدة الدودية وظهورها بشكل غير طبيعي نوعا ما، لكنها غير متضخمة أو ملتهبة، فتناولت الأدوية لكنها لم تنفع.

ذهبت لطبيب آخر بعد أسبوع، وعملت أشعة جديدة، فاتضح أنه التهاب في الغدد الليمفاوية، وأنها تشبه أعراض الزائدة الدودية، فتناولت أدوية القولون المعتادة، ولم تنفعني، فتناولت المضادات الحيوية لمدة أسبوعين وبلا فائدة.

أنا في حيرة، وهذا الألم لا يسمح لي بممارسة حياتي بشكل طبيعي، ولا أعرف سببه ولا علاجه، فما أفضل نوع أشعة لمعرفة الحالة؟ وما أقرب تشخيص لحالتي؟

علما أن الألم يبدأ في الخريف ويستمر من ثلاثة إلى ستة أشهر، ويشبه الشيء الساخن أو المشدود، ولا يترافق معه إمساك أو إسهال، ويبدأ صباحا، ولا يمنعني من النوم، ويزداد عند الجلوس والانحناء، وأحيانا يأتي قبله أو يرافقه ألم في المستقيم، أو فتحة الشرج عند الاستحمام بمياه ساخنة، أو الضغط عليه.

عدد الأشعة التلفزيونية كان أكثر من سبع مرات، ظهر في مرتين ارتشاح ومياه حول الزائدة الدودية، ومرة التهاب في الغدد الليمفاوية.

أرجوكم ساعدوني في هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالمنطقة التشريحية surface anatomy للجزء الأيمن والأسفل من البطن تشمل أكثر ما تشمل الزائدة الدودية appendix والمصران الأعور Cecum، وتشمل كذلك الحالب والكلى اليمنى، ولا علاقة بين الجانب الأيمن وبين أمراض القولون، إلا إذا تزامن التهاب القولون والمستقيم مع الألم الموجود على الناحية اليمنى.

ومما يفسر وجود التهاب مزمن في الزائدة الدودية أو المصران الأعور -وهو التفسير الأقرب- يؤدي إلى ارتفاع معدل سرعة الترسيب ESR وارتفاع CRP، وعند عمل صورة دم كامل CBC قد ترتفع كرات الدم البيضاء أكثر من 10000، كما أن التصوير الطبقي CT scan أفضل كثيرا من السونار؛ لأنه يصور الأنسجة مثل: الزائدة الدودية والمصران الأعور والحالب والكلى بكل دقة، ولذلك من المهم إجراء تلك التحاليل، وعمل تصوير طبقي على المكان، وعرضه على استشاري جهاز هضمي.

مع أهمية تناول كبسولات Probiotic وحبوب الخميرة ثلاث مرات في اليوم لمدة شهرين، التي تحتوي على بكتيريا نافعة وعلى خمائر هاضمة؛ لعمل توازن بين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، خصوصا وأن الزائدة الدودية تعتبر مخزنا للبكتيريا النافعة في الجسم، ووجود نقص شديد في مستوى البكتيريا النافعة قد يؤدي إلى عسر الهضم والألم.

ويمكنك تناول خليط مكون من مطحون الكمون والشمر والينسون والكراوية والهيل وإكليل الجبل والقرفة والنعناع في صورة مشروب ساخن، أو إضافته إلى السلطات والخضار المطبوخة، وهذا يساعد كثيرا في التخلص من الغازات والانتفاخ -إن شاء الله-، مع ممارسة الرياضة خصوصا المشي، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً