الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رهاب اجتماعي وقولون عصبي يحرمني النوم!

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الرهاب الاجتماعي، والقلق العام، وأغضب على أتفه الأمر، وأيضا أعاني من قولون عصبي لا يجعلني أنام أبداً، وتفكير يؤدي إلى تهيج القولون العصبي.

ذهبت إلى الطبيب، وتم الكشف، وأعطاني دواء (سبرالكس) ارتحت عليه لفترة ستة أشهر، وبعد سنتين عندما يحصل لي موقف أو مشكلة أعود كما كنت، فما الحل؟خصوصا أن لدي أطفالا، فأرجو التكرم وإعطائي الحل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم، لا تتعصب أبداً، وكن شخصاً أريحياً متسع النفس، وعبر عن ذاتك أولا بأول؛ فالتعبير عن الذات حين يكون في بدايات الخواطر السالبة دائماً يعتبر متنفسا إنسانيا ممتازا. النفس تحتاج لتفريغ، والإنسان الذي لا يكتم ويعبر عن نفسه في حدود الذوق والأدب دائماً تجد أن نفسه مرتاحة وتواصله الاجتماعي جيد.

وعليك أخي الكريم أن تكثر من الاستغفار، والصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد وجدناها عظيمة جداً لضبط محابس النفس، متى تتكلم، ومتى تصمت، ومتى تتحكم في انفعالاتك وتديرها بصورة جيدة، الانفعالات مطلوبة في الحياة، لكن الخطأ يقع في أننا في بعض الأحيان لا نديرها بصورة جيدة، وأريدك -أخي الكريم عادل- دائماً أن تكون حسن التوقع؛ هذا مهم جداً، ودائماً تعامل مع الناس بأن ما يقع عليهم من عدم ارتياح من جانب الآخرين فإن الإنسان لا يريده ولا يرتضيه لنفسه، بمعنى: إذا أنت تكلمت بصوت مرتفع في وجه أحد قطعاً سوف يغضب ويتفاعل سلبياً. ضع نفسك في مكانه.

هذه يا -أخي الكريم- نوع من التمارين الذهنية والمعرفية المهمة جداً، وأريدك أن تكثر من التواصل الاجتماعي؛ فالقيام بالواجبات الاجتماعية يروض النفس ويجعلها مسترخية: أن تشارك في الأفراح في الأعراس، تلبي دعوات "العزايم" تمشي في الجنائز -أخي الكريم-، تقدم واجبات العزاء، تزور المرضى، تصل رحمك؛ هذا علاج نسميه العلاج النفسي الاجتماعي الإسلامي، وهو مفيداً جداً، فالعلاج ليس كله دواء فقط.

الرياضة أيضاً بجميع أنواعها تفيد النفس وتبعد التوتر خاصة تهيج القولون العصبي، والتمارين الاسترخائية، والنوم الليلي المبكر، وأن تشتغل بما هو مفيد، والحمد لله تعالى أنت لديك وظيفة محترمة تحتاج للكثير من التركيز، فيا أخي الكريم الجأ لهذه المناهج العلاجية؛ وسوف تحس أن حياتك قد تغيرت كثيراً وبصورة إيجابية.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي؛ فيمكن -يا أخي- الآن أن تتناول عقار زولفت، والذي يسمى سيرترالين، هو قريب من السبرالكس لكن ربما يكون أفضل في حالتك، تتناوله بجرعة نصف حبة أي 25 مليجراما من الحبة التي تحتوي على 50 مليجراما، تناولها ليلاً لمدة 10 أيام، بعد ذلك تناولها حبة كاملة أي 50 مليجراما ليلاً، علماً بأن هذه جرعة صغيرة حيث إن الجرعة الكلية 4 حبات في اليوم أي 200مليجرام لكنك لست في حاجة لهذه الجرعة، استمر على الحبة الواحدة ليلاً لمدة 4 أشهر بعد ذلك اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، ويمكنك أخي أن تدعمه أيضاً بجرعة صغيرة من عقار دوجماتيل والذي يسمى سلبرايد تناول كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، وقوة الكبسولة هي 50 مليجراما. أدوية بسيطة ورائعة وفاعلة وقطعاً لو دعمتها بما ذكرته لك من إرشادات سلوكية إسلامية اجتماعية سوف تجد أن أمورك الحياتية قد تعدلت تماماً، وأصبحت مشاعرك متوازنة، وحين تتوقف عن الدواء لن تنتكس إن شاء الله تعالى ما دمت محافظاً على نمط الحياة التي تحدثنا عنها.

نسأل الله أن يحفظ لك أولادك وأن يجعلهم من الصالحين، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً. وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً