الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت التكنولوجيا بابا مفتوحا على حياتنا الخاصة، الأمر الذي سبب لي قلقا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تخرجت حديثاً، ونظراً لأن تخصصي متعمق جداً في التكنولجيا، فقد تعلمت عن كل ما يدور داخل أجهزة الحاسوب، والهواتف الذكية من معلومات، وعن كيفية استخراج جميع هذه المعلومات بما فيها المعلومات الشخصية، وأيضا تحركات الشخص اليومية ومواقعهم وغيرها، ليتم استخدامها وتحليلها من قبل الشركات العالمية، فبالتالي تفيد مصالحهم وزيادة أربحاهم.

أصبح لدي قلق، ورهاب من استخدام التكنولوجيا، فالهواتف الذكية وغيرها باتت باباً مفتوحاً لحياتنا الخاصة، ومع العلم أن ليس لدي ما أخافه من أفعال أو معلومات داخل هاتفي، ولكني أرى نفسي في قلق مستمر بسبب المراقبة الدائمة من هذه الشركات.

أصبحت أفكر بعدم استخدام الأجهزة الذكية وغيرها، ولكن لها دور كبير في حياتنا الحالية، بما في ذلك التواصل الاجتماعي بالأصدقاء والأقارب.

أرجوء الإفادة، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مم. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن ينفعك بما اكتسبته من مهارات متعمقة في التكنولوجيا، ونفورك وتخوفك وشكوك ووسوستك حول استعمالها هي نوعاً من التجربة السلبية المكتسبة، والذي يظهر لي أنك بدأت تفسر الأمور بصورة وسواسية عكسية.

ما اكتسبته من معرفة يمكن أن يوجه التوجيه الصحيح، ولا يستعمل بصورة تخريبية، ودع الآخرين يفعلون ما يشاؤون بهذه التكنولوجيا، الشركات وغيرها تستعملها حسب تخصصها، وإن شاء الله تعالى أنت ليس لديك ما تخفيه أو تخاف عليه، حاور نفسك بعض الحوار المنطقي ولا تقبل لهذا الجانب الوسواسي وحقره.

وأنا أنصحك أيضاً أن تستشير أحد خبراء التكنولوجيا، استشر أحد المختصين والمتخصصين بعمق في هذا المجال، لينصحك ويفيدك حول كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا، وكيف توظف نفسك مهنياً، مع كل هذه المعرفة العميقة والممتازة أعتقد أنه سيكون من الخسارة أن لا تستفيد منها، يجب أن توجه التوجه الصحيح، ويجب أن تبحث عن الطرق التي من خلالها تقنن معرفتك مهنياً، وكيف تستفيد منها بصورة شرعية، وأن تتخذ هذه المقدرات مهنة لك أرى أن ذلك أمراً جيداً ومناسباً، وكل شيء في الدنيا له فوائده وله أضراره، وأنت خذ الجوانب الإيجابية والجوانب الطيبة والجوانب المشرقة، ولا تنظر فقط إلى الجوانب السيئة والجوانب السلبية.

خلاصة الأمر: ما اكتسبته من معرفة يجب أن تستفيد منها، ثانياً: لا توسوس حول الأمر خذ الجوانب الصالحة فيما تعلمته، استرشد برأي مختص في هذا المجال، وإن بحثت عن عمل مهني في نفس المجال مع أحد الشركات الكبرى هذا سيكون جيد جداً بالنسبة لك، بشرط أن لا تصادم عمل هذه الشركة مع مبادئك وقيمك، ولا تربط مخاوفك ووسوستك هذه بالتواصل الاجتماعي مع الأصدقاء، لا، أنا أعتقد أن الأمر فيه وسوسة حقيقية، وحقر هذه الفكرة فكرة التخوف من استخدام هذه الأجهزة وعلاقة ذلك بتواصلك الاجتماعي مع أصدقاءك وأقاربك، لا تخلط بين الاثنين أبداً.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على التوصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً