الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقلي يعيد الأحاديث السلبية يوميا.. فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى.

قبل أن أبدا في سرد أو شرح مشكلتي، أود أن أشكركم جزيل الشكر عل مجهوداتكم الجبارة.

مشكلتي لها عدة جوانب، أجدها أحيانا متناقضة، أولا أعاني دوما من اجترار الأحداث السيئة اليومية، فبعد انتهاء دوامي أعود للبيت وأبدأ في التفكير في كل ما حصل لي في اليوم، وتبدو الأحاديث السلبية تكدر تفكيري، فأحس بالقلق والحزن، فكيف يمكنني أن أتغلب على حساسيتي هذه؟

أما الشق الثاني من مشكلتي وهو أني ليست لي نظرة ثابتة في حياتي، قد تختلف أهدافي في يومين، لا أحس أني ثابتة، بمعنى آخر أنا متقلبة.

وأخيرا أصبحت تنتابني تخيلات جنسية لا أعرف كيف أتخلص منها، أحيانا تنتابني في الصلاة فأكره نفسي.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لمياء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
هذا التناقض الذي تحسِّين به دليل على وجود وسوسة، الوسواس حتى وإن كان بدرجة بسيطة يجعل الإنسان متناقضًا جدًّا في أشياء كثيرة، فيما يتعلَّق بالأفكار، وفيما يتعلَّق بالمشاعر، وفيما يتعلَّق بالأداء، وفيما يتعلَّق بالمزاج، وأعتقد أن هذه هي العلة الرئيسية التي تعانين منها، وحتى موضوع الخيالات الجنسية التي تحدثت عنها أعتقد أنها ذات طابع وسواسي.

الوسواس - خاصة حين يكون وسواسًا داخليًّا مُقنَّعًا مثل الذي تعانين منه - يعطي الشعور دائمًا بالسلبية في الفكر، ويؤدي إلى الشعور بالكدر وعُسر المزاج.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تُحقّري الفكر السلبي، ولا تهتمِّي به، وأي فكرة سلبية تخطرُ عليك إذا تأمَّلتِ وتدبَّرتِ سوف تجدين أن هنالك فكرة إيجابية تُقابلها، الله تعالى خلق الكون بثنائية عظيمة، كل شيء يُقابله ضِدَّه، الشر يُقابله الخير، والحزن يُقابله الفرح، وهكذا، فإذًا نحن يجب أن يكون لدينا القدرة لاستقطاب الفكر الإيجابي، خاصة تنتاب الإنسان أفكارًا سلبية أو شيء من الكدر والأحزان. هذا مهمٌّ جدًّا.

الأمر الثاني: أن تُحسني إدارة الوقت، وأن تكتبي برامج يومية، يمكنك أن تتغلَّبي حقيقة على عدم الثبات في الفكر والأفعال والمشاعر من خلال كتابة برامج يومية وأن تلزمي نفسك بها: شيء من التواصل الاجتماعي، ووقت للعمل، ووقت للعبادة، ووقت للترفيه على النفس بما هو طيب وجميل، بهذه الكيفية وإلزام نفسك ببرنامج يوميٍّ مُعيَّنٍ هذا يبني فيك نمطا جديدا، نمطا من المسؤولية ونمطا من الشعور الداخلي الإيجابي.

وعليك بالاستخارة أيضًا في الأمور الكبيرة؛ لأن الاستخارة حقيقة هي الطريقة العظيمة لأن تهزم التردد في نفوسنا، والاستخارة في معناها العام هي: أن تسأل مَن بيده الخير أن يختار لك الخير حين تلتبس عليك الأمور وتدخل عليك الحيرة أو لا تستطيع أن تفرِّق وتختار بين أمرين مثلاً.

أيتها الفاضلة الكريمة: حتى نقضي على كل هذه الأفكار السلبية والوسواسية أنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس، والمثبِّتة والمُحسِّنة للمزاج، عقار مثل (زيروكسات CR) سيكون دواءً مفيدًا جدًّا لك، خاصة أنه لا يؤثِّر على الهرمونات النسائية، ولا يؤدي إلى الإدمان، لكن يجب أن يتم تناوله ببروتوكول وطريقة معيَّنة، هنالك جرعة تمهيدية، وهنالك جرعة علاجية، وجرعة الوقاية، ثم جرعة التوقف المتدرّج.

ابدئي في تناول الزيروكسات CR بجرعة 12.5 مليجراما يوميًا لمدة شهرين، ثم ارفعي الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خفضي الجرعة إلى 12.5 مليجراما يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم اجعليها 12.5 مليجراما يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم 12.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهرٍ آخر.

هذا الدواء سوف يساعدك كثيرًا، فقط أحد آثاره الجانبية التي لا بد أن أنبِّه لها هو أنه ربما يفتح الشهية قليلاً نحو الطعام لدى بعض الناس، فأرجو أن تتحوّطي إن حدث لك شيء من هذا، وتجنبي تناول الحلويات وتمارسي الرياضة.

توجد أدوية أخرى كثيرة مماثلة، لكن الزيروكسات CR سيكون هو الأنسب في حالتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً