الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم بالشرج والمستقيم.

السؤال

لدي ألم شديد لا أستطيع وصفه لك، داخل جهة الشرج وليس حولها، لا أعرف ربما يسمى المستقيم، علما بأن الألم لا يمتد للظهر، يمكنني أن أصف هذا الألم في عدة نقاط:

1- كأن هناك شيئا عالقا بالشرج مثل الحديدة.
2- حرقان وألم شديد.
3- لا أستطيع المشي بسببه، وعند الجلوس يؤلمني.
4- عندما أتبرز أشعر كأن هناك شيئا يعيق البراز داخل الشرج، وليس في بدايته، ثم ينساب بدون ألم.
5- لا يوجد دم مع البراز ولا أعاني من الإمساك.
6- قبل هذا الألم كانت عندي قطعة لحم صغيرة متدلية للخارج على جانبي فتحة الشرج انتفخت في أول الأمر وقمت بحكها، ثم لم تعد تؤلمني، ثم بعدها بأسبوع بدأت معاناتي مع الألم الداخلي.

ذهبت إلى طبيب باطنية فقال لي، هو شرخ شرجي، ولم يكشف علي، وأعطاني مرهم اسمه انترولاين، به مثل القمع يدخل للداخل، وأعطاني مسكن فوتريكس 100، وملين، ومضاد حيوي، خف الألم عني أثناء أخذ الدواء لمدة أسبوع، ثم عاودني.

ذهبت لطبيب آخر وكشف عن منطقة الشرج وقال لي، عندك بواسير صغيرة، ووصف لي لبوس "زرابيط أو تحاميل" اسمها Anusol، ومسكن ميجافين، ومرهم xylocaine jelly 2%، وملينا.

لي الآن يومان ولم أشعر بتحسن، بل أشعر أن التحميلة تؤلمني، وهي تخرج مع براز لونه أبيض مثل لون التحميلة.

هل ما أعاني منه بواسير أم شرخ شرجي أم ماذا -بالله عليكم-؟ علما بأني أطيل الجلوس كثيرا على الكمبيوتر بسبب الدراسة، وأيضا عندي وسواس قبل الصلاة، حيث أجبر نفسي على التبرز أو ما يسمى "بالزحر أو الضغط"، وربما بقيت في الحمام ثلث أو نصف ساعة، ولا أمارس أي نوع من الرياضة، علما بأن طبيعة أكلنا حار وساخن.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتناول الأطعمة التي تحتوي على التوابل الحارة والشطة، والجلوس لساعات طويلة على الشاشات أثناء العمل، والإقلال من تناول السوائل والألياف الطبيعية في الطعام، يؤدي إلى نزول البراز يابس، وهذا يؤدي إلى الشرخ الشرجي والبواسير، ومن الواضح أن لديك بواسير خارجية متجلطة، وهي التي تؤدي إلى الكثير من الألم، بالإضافة إلى ألم الشرخ الشرجي.

ولسهولة خروج الغائط دون ألم عليك تناول حبيبات الملين Agiolax ملعقة كبيرة مرتين يوميا، أو تناول أكياس fybogel على كوب من الماء لعدة أيام، وللتخفيف من الألم يمكن وضع كريم lidocaine داخل وخارج الشرج، مع تناول حبوب مسكن للألم عند الضرورة مثل بروفين أو فولتارين بعد الأكل.

والعلاج الطبي للبواسير الخارجية دون جراحة -إن شاء الله- يتم من خلال تناول كبسولات تناول كبسولات Daflon دافلون 500 مج كبسولتين ثلاث مرات يوميا لمدة 4 أيام، ثم كبسولتين مرتين يوميا لمدة ثلاثة أيام، وبعد ذلك كبسولتين يوميا مرة واحدة لمدة 3 أشهر.

مع وضع مرهم GTN أو Glyceryl trinitrate rectal ointment، وهو مرهم فعال في علاج الشرخ الشرجي؛ لأنه يساعد في ارتخاء عضلة الشرج دون الحاجة إلى توسيع، ولا مانع من الاستمرار في وضعه في المكان طالما شعرت بالألم.

ولعلاج وتجنب الإمساك وهو السبب الرئيسي في تكون البواسير والشرخ الشرجي من المهم الإكثار من شرب الماء، وتناول فاكهة وعصير الخوخ والتين والبرتقال، والإكثار من تناول سلطات الأعشاب الخضراء، والإكثار من زيت الزيتون مع الأجبان والسلطات أو حتى شربه على الريق صباحا، وتناول فاكهة الخوخ والتين؛ لأنها ملينة بطبيعتها، وتناول شوربة الحبوب، مثل شوربة الشوفان، والبرغل، ومجروش القمح، والخضروات المطبوخة.

ويمكن الحصول على الألياف من خلال تناول شوربة حبوب الشوفان والبرغل على أن يكون ذلك نظام غذائي مستمر، مع الحاجة إلى تناول عصير اللحاء الداخلي لنبات الصبار عند خفقه في الخلاط، مع القليل من العسل والليمون وأوراق النعناع الطازجة، مع الإقلال قدر الإمكان من شرب الشاي والقهوة لاحتوائها على مواد تؤدي إلى الإمساك، مع أهمية البعد عن التوابل الحارة والفلفل الحار.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً