الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري مشكلتي الأساسية ساعدوني في علاجها

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة أبلغ من العمر عشرين سنة، ناجحة في دراستي -ولله الحمد-، كنت محبة للحياة وكلي حيوية، طرأت علي تغيرات في حياتي حيث رسبت في دخول مدرسة أريدها، وأظن هذا ما أثر علي، قبل ستة أشهر شاهدت فيديو أخافني فلم أستطع النوم في تلك الليلة، وأصبت بوسواس الخوف من إيذاء أحد، وبعض الوساوس الأخرى ولكن لا تهمني.

كنت أخاف أن أبقى مع إخوتي لوحدي، لكن أبقى معهم، ولا أفعل شيئا، وبعد الهلوسات كاضطراب الأنية لكن ليس تماما، المشكلة الأساسية هي الوسواس، زرت طبيبة نفسية، وأعطتني الدواء، وأخبرتني أن حالتي ليست خطيرة، ولن أؤذي أحدا، ارتحت وعدت لحياتي.

علما أني في الماضي كنت أتخيل نفسي وأقوم بأفعال شنيعة فأصاب بنوبة هلع حادة عند بدايتي لأخذ الدواء، أصبحت بخير، وزرتها لأخبرها ولكن قالت لي: أكمل ثلاثة أشهر، ففزعت لأنني أخاف من الدواء، وأصبحت لدي أفكار أن حياتي ضاعت، وأصبحت مجنونة، أوقفت الدواء، وكنت بخير تماما، ونجحت في اختباراتي، وأخذت عطلة فشعرت بالفراغ فعاد لي الوسواس مع هلوسات تكاد تفقدني عقلي، كل هذا ومن يراني يراني عادية لكن داخلي سينفجر، أتخيل أنني أؤذي أفراد عائلتي، وأنا لا أستطيع، فأنا أحبهم، فهل أنا مجنونة؟

أحيانا أتخيل نفسي أفعل أشياء غريبة، فأشعر بالذعر والخوف مما يؤدي للاكتئاب، أريد أن أشفى أرجوك ساعدني، لا أريد الدواء، أريد أن أعيش طبيعية، أنا أكتب وأبكي؛ لأنني أشعر أنني أضيع؛ فهلوساتي تكاد تجنني، وهذا كله من الفراغ، علما أني عندما أخرج أنسى كل شيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ zineb حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالوسواس القهري دائمًا في كثير من الأحيان يتميز بثلاثة أشياء رئيسية: إمَّا أن تكون طبيعة الوساوس جنسية، أو دينية، أو عنف، ومن الأشياء التي تكون فيها وسوسة في العنف أن يخاف الشخص أذية الآخرين، أو يقوم بحمل أشياء وإذاء الآخرين، وهذا ما يحدث معك - أختي الكريمة - فهذا نوع من أنواع الوسواس القهري.

قد تكون جاءتك في بعض الأوقات بعض أعراض القلق والتوتر، ولكن مشكلتك الرئيسية هي الوسواس القهري، وهو الخوف من إذاء ووقوع الضرر بالآخرين، وطبعًا هذا شعور دائمًا مؤلمًا للشخص، وأنا أتفق مع الطبيبة أن معظم الذين يُعانون من الوسواس القهري لا يأتون بهذه الأفعال، ولكن يعذّبهم كثيرًا مجرد التفكير فيها، ويعلمون أنها غير واقعية وسخيفة، ولكنهم لا يستطيعون السيطرة عليها.

العلاج - أختي الكريمة - هو علاج الوسواس القهري، وعلاج الوسواس القهري إمَّا يكون بالأدوية أو بالعلاج السلوكي، وإذا كنت لا ترغبين في الأدوية فيمكنك العلاج علاجًا سلوكيًا، ولكن يجب أن يكون العلاج السلوكي بواسطة معالج نفسي، معالج نفسي متمرّس، ويتكون العلاج السلوكي من عدة جلسات، تتعلمين فيها مهارات معينة لكيفية التعامل مع هذه الوساوس، والتخلص منها تدريجيًا.

يجب عليك أن تصبري على هذا العلاج، وهو يستغرق عدة جلسات، قد تمتد إلى خمسة عشرة جلسة، الجلسة دائمًا كل أسبوع، فلا يمكنك التخلص من هذه الوساوس لوحدك، تحتاجين إلى معالج لتتخلصي من تلك الوساوس عن طريق العلاج السلوكي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً