الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بوسواس المرض والموت، فكيف أتخلص من آثاره؟

السؤال

السلام عليكم.

عمري 18 سنة، كنت متفوقا في الصف الثاني الثانوي، لكني أصبت بالوسواس والأوهام، وذلك إثر الشعور بدوخة، راجعت بعدها الطبيب، ولم يتبين سبب للدوخة، وأثر ذلك على مستواي الدراسي، وفقدت القدرة على الدراسة، راجعت طبيب الأسرة، ووصف لي ماغنيزيوم وsernil، وتحسنت كثيرا في فترة الإجازة الصيفية، لكني مع الرجوع للدراسة في البكالوريا عاد الوسواس أشد من قبل، وصارت تراودني أفكار وسواسية عن المرض والموت، ولا أشعر بالوجود، حتى صرت مكتئبا، وبدأت أبكي كثيرا.

الآن -الحمد لله- تحسنت كثيرا، ولكن أحيانا تراودني تلك الأفكار الوسواسية عندما أبدأ بالمذاكرة، وأتذكر حالتي السابقة، علما أني كنت أدرس 12 ساعة، وأنا محافظ على الصلاة وقراءة القرآن واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، مع أني أصاب بالوسواس في المسجد ومع دخولي في الصلاة، وأبدأ بالارتجاف والخوف من الموت، فما علاج حالتي؟

أرجو الرد، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Lh Bn Gh حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنت لديك استشارات سابقة لم يُجاب عليها، وعمومًا الآن نحن مهتمّون جدًّا برسالتك هذه.

طبيعة الوساوس التي تُعاني منها لم تتحدَّث عنها بوضوح أو بإسهاب، لكن أتصور أنها ربما تكون وساوس حول الدين أو نوع من الشكوك، وأبديت بوادر بعض عُسْر المزاج وكذلك المخاوف، ربما يكون التشخيص الأنسب في حالتك هو قلق المخاوف الوسواسي الذي نتج عنه اكتئاب ثانوي، والاكتئاب بالفعل قد يُقلِّل من دافعية الإنسان ومقدراته واهتمامه حتى بالأشياء المهمّة مثل الدراسة.

الوسواس قد يأتي في شكل موجات، يزيد وينقص، ويختفي ويظهر، ويذهب ويجيء، وهكذا، وفي مثل عمرك هذه تكثر الوساوس، لكن -إن شاء الله تعالى- بالمثابرة على تحقير الوسواس وتجاهله، وأن تعيش الحياة بقوة وإصرار، وأن تُحسن إدارة وقتك، تتلاشى هذه الوسواس، وهي أيضًا تلقائيًا تتلاشى مع العمر.

أنت محتاج لعلاج دوائي، هنالك أدوية ممتازة جدًّا لعلاج هذا الوسواس، مكون (مغنيزيوم magnesium) والـ (سيرنيل sernil) لا أعتقد أنه سوف يفيدك في علاج الوسوسة أو الخوف أو القلق، هي أدوية طيبة كمكمِّلاتٍ غذائية عامَّة، تُحسن من مستوى الأملاح الأمينية في الجسم، لكن الوساوس لها أدوية مُعيَّنة تُعالجها.

نسبةً لسنّك يجب أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، وإن لم يكن هنالك طبيب نفسي في منطقتك فحتى طبيب الأسرة يمكن أن يساعدك ويصف لك أحد الأدوية المضادة للوساوس، هناك دواء يُعرف باسم (فافرين) متميّز وممتاز، وكذلك عقار (سيرترالين) وحتى عقار (بروزاك) نعتبره أيضًا عقارًا سليمًا في عمرك.

فأرجو أن تذهب إلى الطبيب لأنه يجب أن تُكتب لك وصفة طبية، وذلك حسب متطلبات عمرك، والعلاجات الإرشادية العامة هي: أن تحقّر الأفكار الوسواسية، أن تتجاهلها، أن تكون أكثر ثقة في نفسك، أن تكون إيجابيًا في التوجُّه والمشاعر والسلوك والأفعال، أن تُدير وقتك بصورة صحيحة، أن تتواصل اجتماعيًا، صلاتك يجب أن تكون في وقتها مع الجماعة، أن تُرفّه على نفسك بما هو طيب وجميل مع أصدقائك، تمارس رياضة جماعية، تكون بارًّا بوالديك، إدارة الوقت بصورة ممتازة جدًّا، وتنام ليلاً مبكّرًا، هذا فيه إفادة كبيرة جدًّا لتركيز الإنسان، وتجديد الطاقات، حيث أن النوم المبكر يؤدي إلى اليقظة المبكرة، وبعد صلاة الفجر يمكن لك أن تدرس لمدة ساعة إلى ساعتين، وهذه ذات قيمة عالية جدًّا من حيث الاستيعاب والحفظ والتذكّر.

أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب لتناول الدواء، وطبِّق ما ذكرته لك من إرشاد، وأنا على ثقة تامة أن حالتك هذه سوف تتحسّن كثيرًا إذا اتبعت ما ذكرناه لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً