الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأني حمل ثقيل على الأهل والأصدقاء

السؤال

أنا بعمر 25 عاما، أعاني من وساوس بعقلي، دائمة التأنيب لنفسي بشكل مبالغ فيه، أتأثر بأقل الكلام، وأبكي بشدة، وأسمع صوتا في رأسي يقوم بتأنيبي دائما، دائما أشعر بأني حمل ثقيل على الأهل والأصدقاء، ودائما أفكر بأن الله قد خلقني لأذية من حولي.

لا أستطيع العيش مع كمية الوساوس التي تملأ رأسي، دائما أتمنى لو أني أستطيع أن أفقد النطق لأتوقف عن التعامل مع كل من حولي حتى لا أشعر أني عبء عليهم.

كلما اشتد ألمي النفسي كلما زادت رغبتي في تناول الطعام، وازددت وزنا حتى أن وزني قد تعدى 100 كيلو، لا أعلم ما الحل! لا أستطيع الذهاب لطبيب نفسي! ولا أعلم أي الأدوية وأي العلاج يجب أن أتوجه إليه.

في أوقات ألجأ لدخول مواقع تعارف بأسماء مستعارة لجذب الشباب والقيام بعلاقة عاطفية معهم عن طريق الانترنت؛ لأعوض ما أشعر به من ألم نفسي وأني شخص غير مرغوب فيه.

أرجو الحل والمساعدة، فأنا أتمنى الموت كل يوم، ولا أطيق العيش بوساوسي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aya حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لست حملاً على أهلك، فتوقفي عن جلد ذاتك وتأنيب نفسك، واقتربي من أهلك واشغلي نفسك بالعبادة، ثم بخدمة والديك ومن حولك، واعلمي أن شغل النفس بالمفيد يبعد عنها وساوس السوء.

أما بالنسبة للتأثر بكلام الناس فأرجو أن تتذكري أنه لا يوجد إنسان بلا عيوب، وطوبى لمن يشغله إصلاح عيبه عن عيوب غيره، كما أن رضا الناس غاية لا تدرك، والعاقلة تجعل همها إرضاء ربنا العظيم، فإذا رضي الله عن عبده أو أمته أمر جبريل أن ينادي في السماء أن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يلقي له القبول في الأرض، قال تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا).

هذه بعض الخطوات المهمة التي ينبغي عملها:
1- عليك بكثرة اللجوء إلى الله، وتعوذي به سبحانه من الهم والحزن والعجز والكسل.
2- لا تستسلمي للأفكار السالبة، ولا تعطيها مساحة كبيرة.
3- جالسي أهل بيتك، وكوني إلى جوار من ترتاحين إليه منهم.

4- تجنبي التوهان في العالم الافتراضي فتكوني كالمستجير من الرمضاء بالنار، واجتهدي في التواصل مع المواقع المأمونة، ونكرر الترحيب بك في موقعك، ونؤكد لك أن التصفح والقراءة فيه جزء من الحل، وفيه التطوير لنفسك ومهاراتها.

5- لا تهربي إلى الطعام فإن زيادته أكثر ضررا من قلته، واشغلي نفسك بأنشطة حركية، وقومي بأعمال في البيت.

6- تعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، وعاملي عدونا الشيطان بنقيض قصده، وتعوذي بالله من وسوسته وهمزه ونفخه.

7- أكثري من ذكر الله تجدين الطمأنينة قال تعالى (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله إلا بذكر الله تطمئن القلوب)، وأكثري من الاستغفار، ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار ليكفيك الله همك ويغفر لك ذنبك.

8- استعيني بالصبر والصلاة وتوكلي على من بيده الخير والنجاة واسألي الله جنته ورضاه.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مجهول صفاء التاج

    بارك الله فيك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً