الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يراودني حزن بأني دمرت حياتي، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة في السنة الرابعة من الجامعة في تخصصي الذي أحب، ولله الحمد.

تعثرت منذ فترة في إحدى المواد وساءت أحوالي ولكن -الحمد لله- أعلم أني غرقى في النعم ولكن ما أحسه هو أن معية الله لم تعد بقربي لأني فرطت فيها، وأسرفت على نفسي بالعصيان وتأخير الصلوات وترك المستحبات التي كنت أسابق في ميادينها وأحس أن كل ما يحصل بسبب ما أنا عليه أحاول أن أعود مرات ومرات وأخشى أن يأتي يوم لا أستطيع فيه التغيير.

يراودني حزن بأني دمرت حياتي فقد كنت في تقدم ومن نجاح إلى نجاح وأحس بأني ضيعت على نفسي أبواب كثيرة من الخيرات، أنا حقًا اشتقت لربي ولحديثي المطول معه وتفاصيل الحب التي كنت أعيش.

أريد الله وأحس أن فترة شوقي له قد طالت، فكيف أعود إليه؟ وكيف يحبني من جديد؟ وهل عثراتي وآثار ذنوبي تعود علي حسنات وتيسير، ويعود لي ما كان سيكون لي لو بقيت على حالي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهرة حفظها الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وبارك الله فيك يقظة ضميرك وطهارة نفسك، وحرصك على إصلاحها وإعادة الصلة بربك سبحانه والتوبة من تفريطك في الصلاة واقترافك للمعاصي وإدراك التأثير ذلك على دراستك وسعادتك وعلاقتك بربك، أصلحك الله وغفر ذنبك وعفا عنك، ولا شك أن ذلك بداية الحل لفضل الله عليك.

الإيمان هو المحرك لفعل الخير وترك الشر، وتحصيله بل تعميقه ضرورة لإعادة ما ضعف من حسن الصلة بالله تعالى والعودة إليه سبحانه، وتحصيل الراحة والاطمئنان وعون وتوفيق الرحمن، ومقاومة فتن النفس والشيطان مما يلزم.

مما يعمق الإيمان ويزيد في محبته وخوفه ورجائه وتعظيمه: معرفة الله تعالى وحسن الصلة به ومعرفته تعالى بكمال أسمائه وصفاته ولزوم الطاعات والعبادات، فرضها ونفلها كنوافل الصلاة والصيام والصدقة والمحافظة على الأذكار وقراءة القرآن بتدبر وعمل وطلب العلم الشرعي ودراسة السيرة النبوية وقراءة سِيَر الصالحين والتائبين.

التفكر في آيات الله الكونية في تأمل ما خلق الله في الكون والآفاق والحياة والإنسان، (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت * وإلى السماء كيف رفعت * وإلى الجبال كيف نُصبت * وإلى الأرض كيف سُطحت).

التذكير في عظمة الله والدار الآخرة الموت والقبر والحشر والسؤال والصراط والميزان ثم إلى جنة، وإما إلى نار وحقارة الدنيا وإدراك أنها زُخرف وبهرج وفتنة زائلة (ولا الآخرة خيرٌ لك من الأولى).

لزوم الصحبة الصالحة (المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

محاسبة النفس (ولتنظر نفس ما قدمت لغد) وتزكيتها (قد أفلح من زكاها) والمجاهدة لها ولأهوائها وشهواتها وأطرها وقصرها وقهرها على الطاعة والتوبة (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) أي الإحسان في التعامل مع الله ومع عباده إخلاصاً وأخلاقاً.

التفكير في الآثار السيئة للمعاصي في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا الهموم والضيق والأحزان والخذلان كالذي ابتليت به في الإخفاق بدراستك لما في المعاصي من الابتلاء بالضعف وضياع الأوقات وفي الآخرة بالعقوبة والنيران نسأل الله العفو والعافية.

اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم) (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والصبر والثبات والهدى والرشاد والله الموفق والمستعان.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً