الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي هلع واكتئاب وقلق وتسارع نبضات القلب.

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة بسنة التخرج بالجامعة كانت حياتي طبيعية جداً نفسياً وجسدياً، ولكن بدأت مشكلتي قبل أربعة شهور تقريباً، كنت جالسة على مكتبي بالمنزل وفجأة أحسست بضيق تنفس شديد، وضربات قلبي متسارعة جداً، وركضت لوالدتي أخبرها أني متعبة ولا أستطيع التنفس، أخذني والدي للطوارئ، وقاموا بقياس الأكسجين ونبضات القلب، وقالوا: إنها طبيعية جداً، لكن إحساسك الداخلي هو الذي يشعرك بأزمة.

من بعدها دخلت بدوامة التعب، وقلق دائم ونبضات قلبي أسمعها بوضوح عند النوم.

أسبوع بعد الحادثة لم أكن أستطيع أن أنام نهائياً، وبعدها عدت بالتدريج وببطئ شديد إلى القدرة على النوم، ثم بدأت آلام منفرقة تأتيني بجسمي، أحياناً بقدمي وأحياناً بظهري، والألم الأوضح واليومي كان بمعدتي، وصرت أوسوس بأنه لدي مرض خطير، وقد قمت بفحوصات شاملة أكثر من ثلاث مرات، جميعهم يخبرونني أن النتائج سليمة، لكني كنت داخلياً أشعر بانهيار شديد، وأريد التوضيح المنطقي للآلام التي أشعر بها.

الحمد لله أنه بعد كل هذه التحاليل كنت أقنع نفسي أني بخير، وأني رأيت النتيجة إيجابية، لكن مع اختفاء الألم الجسدي لا زلت أعاني بشدة من الألم النفسي أصبح لدي تبلداً شديداً بمشاعري، لا أفرح بما كان يفرحني.

عادة لا أشعر بالحماس لشيء، وأشعر بوحدة شديدة حتى بين أهلي وأقاربي أشعر بأني بعالم منفصل عنهم، وأوقات أشعر فجأة أني أريد البكاء وأبكي بشدة، وعادة حين أبكي هكذا أشعر براحة كبيرة، وعندي شعور غصة بالحلق مزعج أحياناً يخف وأحياناً يشتد حين أشعر برغبة بالبكاء.

تركيزي تأثر كثيراً، وسرعة استيعابي وتجميع المعلومات عندي لاحظت بطأ فيها لعدم مبالاتي بواجبات الجامعة، وعدم اهتمامي أو وجود الحماس الذي كنت أشعر به بقرب تخرجي، هذا متعب ومؤلم جداً لي ولا أعرف كيف أتخلص من هذا الشعور!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فاضطراب الهلع دائمًا يكونُ مصحوبًا بالاكتئاب النفسي، وهذا ما حصل معك، اضطراب الهلع طبعًا هو من اضطرابات القلق، ويكونُ في شكل نوبات هلع، وتكونُ أعراضه أعراض القلق والتوتر، ومعظمها أعراض جسدية، وإحساس نفسي في لحظته، ولكن بعد ذلك تختفي أعراض القلق والتوتر، وقد يكون هناك توجس منه من حدوث نوبة أخرى، وقد يُصاحب اضطراب الهلع – كما ذكرتُ لك في البداية، أعراض اكتئاب نفسي في كثير من الأحيان، وهذا ما حصل معك.

أختي الكريمة – قلَّة التركيز، تبلُّد المشاعر، البكاء: كل هذه هي أعراض اكتئاب نفسي، ولذلك يجب عليك أن تأخذي علاجًا – أختي الكريمة – ولحسن الحظ مضادات الاكتئاب نفسها تُعالج نوبات الهلع.

من أفضل الأدوية التي تُعالج نوبات الهلع والاكتئاب النفسي: (سبرالكس)، والذي يسمَّى علميًا (استالوبرام)، هو العلاج الذي يُعالج الهلع والاكتئاب النفسي في نفس الوقت، وهو فعّال، ومجرَّب، جرعته عشرة مليجرام، البداية تكون خمسة مليجرام – أي نصف حبة – بعد الأكل، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك تستمرين على حبة يوميًا (عشرة مليجرام)، وتحتاجين فترة ستة أسابيع إلى شهرين حتى تزول كل هذه الأعراض، وحتى بعد زوال هذه الأعراض يجب الاستمرار في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك القيام بسحب الدواء بالتدرُّج، وذلك بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى يتم التوقف منه تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً