الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو العلاج سلوكاً ودواءً للتخلص من الاكتئاب؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا عندي مشكلة نفسية ملازمة لي منذ الصغر، كنت دائماً أضرب وأسب من أمي، وكل يوم أبكي، وبعض الأحيان كنت أنام في الحوش خوفاً من أمي، وأبي يعنفني بدون سبب.

أبي وأمي انفصلا وكنت بعمر10 سنوات، كان ذلك اليوم أسوأ يوم بحياتي، وطبعاً بعدها بسنتين جاءنا خبر أن جدتي فيها سرطان في الغدد، وبعدها زادت حالتي سوءاً.

بدأت أرى أعراض الاكتئاب، وأبكي بدون سبب، لا آكل ولا أحب أن أجلس مع أحد، فقط أحب أن ألعب مثلما قبل، وأتكلم مثلما قبل، تغيرت كثيراً، ولاحظت بنات عمي أن بي شيئا غير طبيعي، لكن لا أحد يهتم.

لم أستطع أن أذهب لمستشار نفسي، لأنه لا يهتم بي أحد، حاولت أن أكون إيجابية لكن ما استطعت، حاولت الانتحار6 مرات، لكني في كل مرة كنت جبانة، حتى الآن والاكتئاب معي حيثما ذهبت!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مررت – ابنتي العزيزة – بطفولة قاسية، وهذه طبعًا تُحدثُ ترسُّبات، وتجعل الشخص عُرضة للاكتئاب، ولا أدري: هل جدتك هي التي تولَّت تربيتك بعد طلاق الوالدين أم لا؟ ولكن واضح أن جدتك أيضًا لها تأثير إيجابي في حياتك، ولذلك تأثَّرتِ بما حدث لها من مرض السرطان، وبدأت عندك أعراض الاكتئاب النفسي – ابنتي العزيزة – وطبعًا محاولات الانتحار في هذا الشيء طبعًا شيء خطير وخطير جداً.

أرجو - إنِ استطعت - مقابلة طبيب (مستشار) نفسي، لأن هذا مهمٌّ جدًّا، طالما هناك محاولات انتحار فأنت تعانين من اكتئاب نفسي شديد يحتاج إلى علاج وتدخل طبي، ولعلَّ مضاد الاكتئاب المناسب في سِنك هو الـ (فلوكستين)، عشرون مليجرامًا، يمكن أن تبدئي هذا الدواء، وتحت إشراف طبي إذا أمكن، وإلَّا فقد تحتاجين إلى أن تبدئي بكبسولة يوميًا بعد الأكل، ويجب أن تصبري في الأيام الأولى، لأنه يحتاج إلى وقت حتى يعمل، يحتاج إلى ستة أسابيع حتى تبدأ الأعراض في الذهاب، ويزول الحزن والبكاء والضيق، وبعد أن تتحسّني وتزول الأعراض يجب الاستمرار في الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن التوقف عنه بدون تدرُّج.

أكرر: إذا استطعت مقابلة طبيب نفسي فهذا أفضل – ابنتي العزيزة – ولا يمكن ترك نفسك هكذا وأنت تعانين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً