الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعلقت بحلم الحصول على زوج ناجح، وأخشى الفشل الدراسي

السؤال

السلام عليكم

أنا طالبة صيدلة، طموحة وأحب النجاح والتطور، وأقرأ في مجال تطوير النفس والدين، وأحب الله ودينه، وأدعوه منذ سنوات أن يرزقني زوجا طموحا ناجحا يشاركني حياتي وطموحي.

حلمت صديقتي حلما مبشرا بالخير لي منذ خمس سنوات، وفسرت ذلك أنه توفيق في الزواج ورفعة، وأنا متعلقة بتلك الرؤيا، فصرت كلما رأيت شابا ناجحا صالحا تخيلته زوجا لي.

لقد تعبت من هذا الأمر، وتمنيت لو أني لم أفسر الرؤيا، لأني أصبحت في تعطش دائم وفي بحث ولهث لهذا الزوج، أخاف أن يتدنى مستواي الدراسي وأن أفقد نفسي وأحلامي وأهدافي بسبب هذا الحلم.

فما نصيحتكم؟ وجزيتم خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسبيح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

-أهنئك وأبارك لك – أختي العزيزة – على التزامك ونجاحك وطموحك وحرصك على تكميل دينك والحرص على الاقتران بزوج على مثل حالك من الالتزام والنجاح والطموح، وأسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله وتوفيقه ويحقق أمانيك في الخير.

- ولا داع لما أنت عليه من قلق لأجل الرؤيا والزواج؛ لما يجب أن نعلمه من أن الرؤيا نوعان: فمنها رؤيا صادقة صالحة – وهو ما نرجوه في رؤيا صديقتك لك – وقد دلت الأحاديث الصحيحة على شرعية الاستبشار والاستئناس بها إذا تم تأويلها عن طريق عالم بتعبير الرؤيا، لكنه لا ينبغي لنا التعلق بها كونها لا تفيد القطع واليقين، ولكن الظن فحسب.

ونوع من الرؤى إنما هو من باب حديث النفس وأضغاث الأحلام، أي أنها مجرد أخلاط في النفس والعقل الباطني غير واضحة تكون مطلوبة في نفس الرائي قبل الرؤيا فهذه ليس لها تعبير أصلاً.

- والواجب علينا أن نوكل أمورنا إلى الله تعالى ونوقن بأنه لا يكون في الكون شيء إلا بقدره سبحانه (إنا كل شيء خلقناه بقدر) ومشيئته سبحانه متعلقة بكمال علمه وحكمته (وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليماً حكيما).

- ومما يسهم في تحصيل عون وتوفيق الرحمن والراحة والرضا والقناعة والاطمئنان، وطرد وساوس النفس والهوى والشيطان أن تتحلي – حفظك الله ووفقك – بحسن الظن بالله تعالى والاستعانة به، والتوكل عليه وطاعته والرضا بأقداره (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا) (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا).

- كما والواجب عليك التحلي بالثقة بالنفس وقوة الإرادة لاسيما مع ما أنت عليه من إيجابيات طيبة في طموحك ومستواك الدراسي، وما زلتِ في سن صغيرة، فلم يفتك قطار الزواج، بل ما زلت قادرة فيه على تحقيق أمانيك وطموحاتك، فاحرصي على التركيز على دراستك وتنمية ذاتك وثقافتك وقدراتك ومهاراتك العلمية والعملية، وعسى الله تعالى أن يزيدك من فضله ويرزقك الزوج الصالح -بإذنه سبحانه-.

- أوصيك بلزوم ما أنتِ عليه من خير، والإكثار من ذكر الله ومتابعة البرامج المفيدة، ولزوم الصحبة الصالحة، والتخفيف من الضغوط بإعطاء النفس حقها من النزهة والرياضة ونحوهما.

- ولا أجمل وأفضل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم).

فأسأل الله تعالى أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح والصحبة الصالحة والزوج المبارك، وأن يحقق أمانيك بالخير ويسعدك وأهل بيتك بالدارين، إنه سميع عليم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً