الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبحت القراءة كالرعب، فكيف أقاوم ما أشعر به؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة جامعية متفوقة دراسيا، بدأ معي الرهاب من القراءة منذ السنة المتوسطة، ولا أذكر لم لم أواجهه؟ حتى تحتم علي في الجامعة أن أقرأ -لا سيما- محاضرة القرآن، ولكنني أشعر بخوف وتعرج في الصوت، حتى أصبحت أتغيب عن الجامعة، رغم أنني إذا وجد نشاط ألقي أمام الزميلات، لكن القراءة رعب، تطور هذا الأمر حتى بدأت أخشى التحدث كثيرا، ولا أريد علاجا دوائيا إنما سلوكيا، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هـيا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نعم الرهاب الاجتماعي من أكثر الاضطرابات المنتشرة في المجتمع، ولكن -للأسف- معظم الناس يُعانون وتؤثّر على حياتهم، ولا يأتون للعلاج، وإذا لم يتم علاجها فقد تزداد سوءًا، وقد تؤثّر على حياة الناس إمَّا في الدراسة أو في العمل، أو في المناسبات الاجتماعية.

والعلاج طبعًا دائمًا يكون علاجًا سلوكيًا مع علاج دوائي، وإذا كنتِ لا تريدين العلاج الدوائي فلا بأس من العلاج السلوكي، العلاج السلوكي في الأصل يجب أن يكون تحت إشراف معالِج نفسي، ليقوم هذا المعالِج النفسي بإجراء دراسة دقيقة ومفصّلة عن المواقف التي تشعرين فيها بالرهاب الاجتماعي، وفي حالتك طبعًا قراءة القرآن، ولكن يجب أن يكون تفاصيل ما هو عدد الناس الذين تحسّين معهم بالضيق أكثر، هل يكون مع وجود عددٍ كثير، أم يكون حتى مع عددٍ قليل، وفي أي موقف؟ وهكذا.

وبعد ذلك يضع المعالج خطة علاجية متدرِّجة، تبدئين في مواجهة المواقف الأقلَّ صعوبة، وفي نفس الوقت يُعلِّمك كيف تسترخين، وبعد ذلك تتدّرجي في المواقف أكثر صعوبة حتى يختفي هذا الرهاب.

وإذا كانت هناك مشكلة في مقابلة معالِج نفسي فيمكنك أن تعملي هذا البرنامج من العلاج السلوكي بنفسك، كيف؟ ابدئي بالتدريب في المنزل، حاولي أن تقرئي أمام أقربائك، أو صديقاتك، وفي الوقت ذاته تتخيلين أنك تقرئين أمام جمع في الجامعة، هنا يحصل التوتر، وحاولي أن تسترخي وتواصلين هكذا، أي تتدربي أمام قريباتك أو صديقاتك، وفي الوقت ذاته تخيلي أنك في الجامعة، وهكذا تدريجيًا يختفي هذا الخوف، فالمشكلة ليس في المواجهة، ولكن المشكلة في الخوف الذي يحصل أثناء القراءة، هو الذي يُسبّب الرهاب، وهو الذي يؤدي إلى تجنب هذه المواقف، فتدريجيًا عندما تواجهين هذا الخوف سوف تهزمينه -بإذن الله-.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً