الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالمرض، مع أن الأطباء يقولون لا يوجد شيء !!

السؤال

السلام عليكم

منذ حوالي شهرين ونصف شعرت بلسعة في الصدر وشعور بالغثيان من دون مقدمات، ثم تطور الموضوع وأصبح على شكل دوخة شديدة واصفرار بالجسم وجفاف، مع ألم بالصدر وضيق نفس، أجريت تحاليل وظهر أن Tsh 25 وأنه لدي ارتجاع بالمريء، بدأت بأخذ حبوب البانتوبرازول 40 وهرمون الثيروكسين 50 ولكن الأعراض ظلت نفسها، دوخة وشعور بالإغماء وألم في الصدر، شعور بالموت، وشعور غريب بالمعدة والفم والدماغ، ألم بالعضلات والمفاصل، لون الجسم أصفر، وفقدان الرغبة الجنسية، وخوف شديد، إمساك، وجفاف بالجلد، اصفرار اللسان، وتعب وضعف شديد.

أنا في حيرة من أمري، أشعر بالمرض، ولكن الأطباء يقولون إني لا أعاني من شيء، حياتي معطلة تماما، وأنا لا أفعل شيئا سوى انتظار الشفاء، أرجو منكم المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبادة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، رسالتك واضحة جداً أيها الفاضل الكريم، وحين قال لك الأطباء إنك لا تعاني من شيء يقصدون أنك لا تعاني من مرض عضوي، قلبك سليم، الكبد سليم، الكلى سليمة، كل أجهزتك الجسدية سليمة، وهذا من فضل الله تعالى، فيجب أن تطمئن، لكن لديك علة نفسية بسيطة تسمى بقلق المخاوف، والنوبة التي أتتك نسميها نوبة الفزع أو الهرع، وبالفعل هي سخيفة جداً، لا يعرف سخفها إلا من جربها، يأتيني الكثير من الناس بهذه الأعراض، ويكونون قد ذهبوا إلى أطباء القلب والباطنية وهنا وهناك، وبعد ذلك نوضح لهم أن حالات الهرع وقلق المخاوف دائماً تعطي الشعور كأن الموت أتي في لحظته.

هذا مخيف لأي إنسان، فاطمئن أيها الفاضل الكريم، هذه علة معروفة، وهي نوع من أنواع القلق في كثير من الحالات ليس لها سبب أو دافع معين، تجاهلها هو أحد وسائل العلاج، وكذلك ممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية والتعبير عن الذات، وحسن التواصل الاجتماعي وحسن إدارة الوقت، والصلاة في وقتها، وتطبيق تمارين الاسترخاء، وطبعاً الدعاء مهم للإنسان.

عليك بالمتابعة الطبية خاصة فيما يتعلق بموضوع الغدة الدرقية -إن شاء الله- الموضوع بسيط جداً، وأنا أرى أنه من المستحسن أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، وقطعاً عقار سبرالكس هو الافضل، وهو الأحسن لأنه سليم ومفيد وغير إدماني، إن أردت أن تستشير طبيبك حول تناوله، أو تذهب إلى طبيب نفسي هذا أمر جيد، وإن كان ذلك ليس ممكناً وتريد أن تتناوله فأرجو أن تثق بأنه سليم، وتفاصيل الجرعة هي كالآتي: تبدأ بجرعة 5 مليجرام -أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 مليجرام- تناولها لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة 10 مليجرام لمدة شهر، ثم اجعلها 20 مليجرام لمدة شهرين، ثم اجعلها 10 مليجرام يومياً لمدة شهرينن ثم 5 مليجرام يومياً لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرجو أن تطمئن أخي الكريم، وأنا مطمئن تماماً أن هذه الحالة بسيطة، وإن طبقت ما ذكرته لك سوف تزول عنك بإذن الله تعالى.

أشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً