الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النوم المتقطع لدى الأطفال

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم! عندي طفل عمره 8 أشهر، ونعاني من مشكلة نومه المتقطع الذي جعلني أطرح سؤالي وهو: أنه يستيقظ مرعوباً، هل هناك تفسير طبي لهذه المشكلة؟ علماً أنه يتناول دواء له تأثير منوم، وهل للنوم بدون وسادة تحت الرأس تأثير على الطفل بشكل عام؟ هل يفضل أن ينام الطفل على وسادة أم لا؟

ولكم جزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ Khaled حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فالنوم على وسادة مطلب بشري فطري، ينصح باستخدامها للأطفال بحيث لا تكون على ارتفاع كبير، فكل ما كان ارتفاعها قليلاً وحجمها قليلاً كانت أكثر صحة للأطفال، إذ أن الارتفاع الزائد ربما يؤثر سلباً على عضلات رقبة الطفل والأنسجة الرابطة في الرقبة، إن من فوائد ارتفاع رأس الطفل قليلاً وصدره أعلى من جسمه أنه يجنب الأطفال بالذات في عمر ستة شهور أو ثمانية شهور بعض الترجيع – ترجيع شيء مما في معدته - وهو نائم، وأيضاً يساعده في التنفس، فاستخدام الوسادة للطفل بهذه المواصفات ربما يكون نافعاً صحياً.

أما تقطع نوم الأطفال له أسباب تختلف بحسب العمر، في عمر ثمانية أشهر – كطفلك هذا – فإنه على أغلب الأحوال أن الطفل يستيقظ طلباً للطعام، يكون الطفل معتمداً على ثدي أمه أو المرْضَعة، وهو يرضع اللبن من ثدي أمه أو غيره كل ثلاث ساعات، فإذا نام الساعة السابعة فهو يستيقظ العاشرة لينال شيئاً من اللبن، والواحدة صباحاً والرابعة صباحاً وهكذا.. فينصح في هذه الحالة بتنظيم تغذية الطفل وهو أن تطعمه أمه طعاماً؛ إذ أن لبن ثديها لا يكفي وحده بعد ستة أشهر، هنالك أطعمة تناسب هذا العمر ومتوفرة، بعض الأطعمة التي تحتوي على اللبن وبعض النشويات كمادة السيريلاك والببيلاك وغيرها تجعل الطفل يشعر بالشبع أثناء النوم، وأيضاً تعوده أن تطعمه قبل النوم وأن ترضعه على وجه الصباح فلا يستيقظ.

ففي هذا العمر الاستيقاظ غالباً ما يكون له صلة بترتيب غذاء الطفل ورضاعته، فيرجى أن يراعى ذلك؛ فإشباعه بوجبة تناسب عمره قبل النوم يؤدي إلى حسن نومه.

وأحياناً من أسباب تقطع النوم عند الأطفال في هذا العمر انسداد الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي، الأطفال بعض منهم له لحمية زائدة، والطفل كل ما صغر اعتمد على أنفه في التنفس، أو بعض الأطفال عنده حساسية في الأنف، تزداد انسداد الجهاز التنفسي العلوي بأي التهاب فيروسي كالزكام وغيره مما يجعل الطفل يستيقظ طلباً لتحسين التنفس، إذ أن نوم الطفل غالباً ما يسبب انسدادا في الأنف أو أي جزء من الجهاز التنفسي العلوي ويزداد مع النوم عندما ترتخي الأعصاب فيتجمع شيء من ثاني أكسيد الكربون، فإذا كان الطفل له شخير ويتقطع نومه يرجى مراجعة طبيب للأنف والأذن والحنجرة.

وبعض الأطفال في عمر أكبر من هذا العمر يصحون في الليل ويتقطع نومهم بسبب الأحلام المزعجة، وهذه أيضاً لها أسباب عند هؤلاء الأطفال، أحياناً مشاهدة بعض الأفلام العنيفة أو الصور أو أحياناً تعرضهم للعقوبة الجسدية أثناء النهار والتوتر في البيت، لكن في العمر الذي هو أكبر من هذا، وهذا أيضاً له علاجاته بتخفيف الضغوط النفسية على الأطفال قبل النوم، ومنعهم مشاهدة أفلام القتل والأفلام التي فيها صور تخوف الطفل، ولكن ننصح - بما أن السائل من سوريا – ننصح بتحصين الأطفال، لا شك أن تحصين الطفل وقراءة (قل هو الله أحد) والمعوذتين عليه وآية الكرسي وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم تساعد على ذلك، بالإضافة إلى ما ذكرنا من معالجة أسباب في الجانب الغذائي أو التنفسي تساعد على حسن نومه.

والله أعلم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا ابومشكاة السودان

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً