الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رجفة وتسارع نبضات القلب عند صب القهوة للضيوف

السؤال

عندما يزورنا نسوة وأقوم بتضييفهم بصب القهوة لهم ترتجف يدي، وأشعر بدقات متسارعة بقلبي، مما يحرجني جداً ويجعلني أتجنب صب القهوة، وعندما تكون امرأة واحدة يكون الوضع أخف، مع أنني أحاول النظر بعين من يتحدث معي وأشارك نوعاً ما بالحديث، وأكون قادرة ولله الحمد، ولا تكون هذه الرجفة مع الأشخاص الذين تعودت على زيارتهم المستمرة، فقط مع البعيدين نوعاً ما.

علماً بأن لدي صديقات وأمارس حياتي الباقية بشكل عادي جداً، حيث أحضر الحفلات وغير ذلك، فأريد دواء على الأقل وقت الحدث، وهل له آثار جانبية؟ وكيف أستخدمه؟ لأني لا أستطيع زيارة طبيب نفسي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأريدك أن تنظري إلى نفسك نظرة إيجابية، هذه الحالة هي حالة بسيطة ونسميها بالخوف أو القلق الرهابي الظرفي، أنت ليس لديك -الحمد لله- خوف اجتماعي عام، لديك هذا الخوف البسيط في مواقف معينة، وحين تفكرين عن نفسك إيجابياً وتحقرين هذه الفكرة قولي لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ هذا أمر بسيط جدّاً، أنا أريد أن أرحب بالضيوف، والكثير من الناس يقومون بذلك، وهذا عمل بسيط جدّاً، عمل اجتماعي، فما الذي يجعلني أستشعر هذا الخوف؟) والقصد من ذلك هو أن تحقري فكرة الخوف.

ثانياً: أريد أن أؤكد لك حقيقة قوية، وهي أن شعورك بالارتجاف وكذلك تسارع ضربات القلب هو متغير فسيولوجي طبيعي، فالإنسان حينما يريد أن يُقدم على عمل يجب أن يتحفز ويحضر نفسه نفسياً وهرمونيّاً، وهذا ما يؤدي إلى هذه التغيرات الفسيولوجية البسيطة، ولكن الأمر لديك أخذ صورة المبالغة بعض الشيء، وأنا أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك، ما تعتقدينه من رعشة أو ارتجاف لا يلحظه الآخرون، هذا مهم وضروري جدّاً.

ثالثاً: أنصحك بأن تكثري من تواصلك الاجتماعي، بأن تشاركي في المحاضرات في حلقات تلاوة القرآن، شاركي الناس في أفراحهم وأتراحهم، واجعلي لك حضورا ولا تكوني مستمعة فقط، حينما تكونين في مجلس من مجالس النساء، كوني مشاركة، كوني فعالة، خذي المبادرات، الذي أقصده هو أن تكثري من هذه المواجهات؛ لأن التجنب والابتعاد والانعزال يؤدي إلى زيادة الخوف والرهاب الاجتماعي.

أما بالنسبة للدواء فأبشرك أنه توجد أدوية ممتازة وفعالة، ولا أريد أن أعطيك الدواء الإسعافي فقط، ولكني أريد أن أعطيك دواء يقضي على هذا الأمر تماماً ويُحسن من مزاجك ويزيل الخوف والرهاب، الدواء يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، وهو متوفر في المملكة العربية السعودية، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرامات) يومياً، تناوليها في المساء، ويفضل تناوله بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، وتناوليها أيضاً مساءً بعد الأكل، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الزيروكسات، وهو دواء فعال ومفيد وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، ولا يتطلب وصفة طبية أيضاً.

أما الدواء الثاني وهو دواء إسعافي يسمى تجارياً باسم (إندرال Iinderal) ويعرف علمياً باسم (بروبرانلول Propranlol)، أرجو أن تتناوليه بصفة منتظمة بجرعة عشرة مليجرامات صباحاً ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرامات في الصباح لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناوله، ولا يمنع أبداً أن تتناوليه عشرة إلى عشرين مليجراماً إذا كنت تريدين القيام بأي مهمة اجتماعية تحسين فيها بعدم الارتياح، ولكني بصفة عامة أشعر أنك إذا طبقت الإرشادات السابقة وتناولت الزيروكسات بالصورة التي وصفها لك وكذلك الإندرال، لن تحتاجي لهذا العلاج الإسعافي.

هذا هو الذي أود أن أقوله لك، ونسأل الله لك العافية والشفاء، وأؤكد لك أنك لست مريضة، هذه مجرد ظاهرة بسيطة تجاهلها ومواجهتها وتحقيرها وتناول الدواء الذي وصفناه لك هي أفضل وسائل العلاج، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: (259576 - 261344 - 263699 - 264538).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً