الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قشور وحبوب مؤلمة في الشعر والوجه والظهر، كيف أقضي عليها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 21 سنة، السنة الأخيرة في حياتي كانت صعبة جدا بالنسبة لي جسديا ونفسيا، كنت مهملا من ناحية الطعام والنظافة الشخصية ونظافة المكان.

بدأت المشكلة بظهور قشور في الوجه والحواجب واللحية، ونصحوني بشرب الماء كثيرا، لكن دون جدوى، وازدادت القشور ووصلت إلى الرقبة والشعر، وكانت واضحة جدا، وسميكة وكبيرة، وبدأ شعري يتساقط، وظهرت حبوب كبيرة ومؤلمة في الوجه والرقبة والظهر، وازدادت في الظهر حتى كنت أتألم منها.

وخوفا من الإصابة بالصلع أصبحت نفسيتي سيئة، فقرأت عن الميزوثيرابي، فقمت بعمل ست جلسات، بمعدل جلسة كل أسبوع.

راجعت طبيب جلدية، فأخبرني أنها أكزيما دهنية، ووصف لي كريم بريسكو للظهر يوميا، وكريما آخر -لا أذكر اسمه- مرتين صباحا ومساء، وبخاخ دانديفيرا 3 مرات في اليوم للشعر، وشامبو زينكوريكس ونيزابكس، كل نوع يستخدم مرتين في الأسبوع، وأن أراجعه بعد ثلاثة أسابيع.

حبوب الظهر خفت بشكل واضح، أما قشرة الوجه فإنها تظهر وتختفي، وقل تساقط الشعر والحكة، وراجعت الطبيب، فطلب مني استعمال بخاخ بيرفوما 5% للشعر، لمدة ثلاثة شهور، ثم هيرجين 2% ثلاثة شهور أخرى، علما أن الصيدلي أخافني من المينوكسيديل، وأخبرني أني سأحتاج إلى استعماله مدى الحياة، فلم آخذ دواء فيه مينوكسيديل.

الآن أستعمل نوعي الشامبو حسب وصف الطبيب، وقد قل التساقط، لكن مشكلتي مستمرة مع القشرة في الشعر والوجه، فماذا أفعل؟ كيف أتخلص من القشرة؟ وكيف أقوي بصيلات الشعر؟ هل الاستمرار على الشامبو، وتناول الطعام الجيد يؤدي الغرض في علاج الأكزيما الدهنية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور –أخانا الكريم- من وصفك أنك تعاني من الأكزيما الدهنية بفروة الرأس والوجه، وهذا النوع من الأكزيما يكون متكرراً، بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود في الظهور أو التهيج مرة أخرى، ويجب التكيف مع المشكلة التي تعاني منها، واستخدام العلاجات المتاحة بشكل فعال وآمن في نفس الوقت؛ حتى يتم السيطرة على مشكلتك بدون آثار جانبية؛ لأن أغلب العلاجات الفعالة تحتوي على الكورتيزون الموضعي، ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة بفروة الرأس مثل: Betnovate scalp application or Elocom lotion، بواقع مرة واحدة يومياً لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط -حسب الحاجة-، حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة والاحمرار، ثم تستمر بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعياً -حسب الحاجة- بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقًا، حتى تحافظ على فروة الرأس صحية وخالية من القشور والأعراض المذكورة.

وهذه الشامبوهات الـ Selenium sulphide أو Phytheol intense، أو Decros antidandruff، أو Kelual DS، Kerium DS، وبهذا الأسلوب العلاجي، يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعاني منها، وإذا عاودت المشكلة مرة أخرى يمكن استخدام العلاج الطبي، ولكن لوقت قصير، وهكذا، وأنصح أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.

والقشور الموجودة في الوجه هي جزء من مشكلة الأكزيما الدهنية، ويمكن علاجها بنفس الأسلوب المذكور سابقاً، ولكن باستخدام كريم مثل الهيدروكورتيزون 1% لفترة قصيرة وبشكل متقطع، ويمكن استعمال المرطبات ومستحضرات الوقاية من الشمس بشكل مستمر، حتى تقلل من الحاجة إلى استعمال الكريمات الطبية.

ذلك النوع من الأكزيما ليس من الأسباب الرئيسية المتعارف عليها لتساقط الشعر بشكل كثيف، ولفترات طويلة، ويجب التأكد من توفر العوامل المثالية التي تجعل الشعر ينمو في أفضل صورة بالنسبة لكل شخص، والتأكد من عدم إصابتك بأي مشكلات صحية، أو أمراض تؤثر على نمو الشعر بشكل مثالي، مثل: الأمراض المزمنة، وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية، ونقص تناول البروتين في الوجبات، ونقص الحديد، أو نقص عدد كرات الدم الحمراء، والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق، وغيرها من الأمور الأخرى.

العلاج يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة، للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

ويجب كذلك التأكد من عدم وجود صلع وراثي مصاحب، وهو عادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن التعرف على ذلك من خلال فحص الشعر إكلينيكيا بواسطة الطبيب، أو باستخدام بعض الأجهزة المساعدة، مثل: Dermoscope، ويجب علاج الصلع الوراثي مبكرا، حتى تحصل على أفضل النتائج الممكنة، وتوجد بعض العلاجات الأخرى، والتقنيات الحديثة، لعلاج تساقط الشعر، إذا كنت لا ترغب في استعمال المينوكسيديل الموضعي، ويقوم طبيبك المعالج بوصف ما يناسبك بعد التشخيص الدقيق لتساقط الشعر.

ولكن إذا كنت تعاني من الصلع الوراثي، فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل الموصوف لك، ويجب استعماله بالجرعة السليمة، ولفترات طويلة، وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت عليه سريعاً بعد التوقف عن العلاج، يجب استخدامه بالجرعة الكاملة لمدة سنة كاملة أو أكثر، بمعدل 6 بخات مرتين يومياً على فروة الرأس، وهي جافة، والتأكد من تلامس المستحضر لفروة الرأس حتى لا يضيع على الشعر، على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي، لإعطائك كل المعلومات الوافية عن المستحضر، والمحاذير المتعلقة باستخدامه، والآثار الجانبية، ومتابعة حالتك.

مشكلة الصلع الوراثي مشكلة ممتدة وتتطور إلى الأسوأ مع الوقت، ولذك يجب العلاج مبكرا قدر المستطاع، قبل فقد الشعر، حتى تكون النتيجة مرضية، وفي العادة يجب استخدام المينوكسيديل لفترات طويلة، وربما بشكل مستمر، واعتبارها من الروتين اليومي للشخص، مثل غسل الأسنان وما شابه، وهذا العقار مصرح له بالتدوال، ويباع في الصيدليات بدون وصفة طبية.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً