الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق والتوتر، مما أصابني بأورام حميدة بالثدي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة عمري 21 سنة، تخرجت من المرحلة الثانوية سنة 2013، بقيت أول سنتين من تخرجي في المنزل، في بداية الأمر كنت أستمتع في جلوسي في المنزل، بعدها أصابني الملل بعد فترة من الزمن، أصبحت أوسوس في جميع الأمور، قبل هذه الفترة بمدة بسيطة ظهرت لدي كتل حميدة داخلية في الثدي، (فهل يمكن أن تكون تلك الكتل بسبب النفسية)؟

شخصيتي ليست اجتماعية، وفي البداية كان ابتعادي عن الناس بإرداتي، لكن بعد جلوسي في المنزل لفترة طويلة أصبحت لا أستطيع الاختلاط بهم كثيراً (خاصة عائلتي)، وأشعر بخوف وقلق، لذلك أفضل الجلوس لوحدي، (كنت أسمع بكثرة عن الموت في تلك الفترة، مما جعلني أخشى الناس، وأتخيلهم يموتون أمامي).

أنام في اليوم من 3 إلى 4 ساعات، وأستيقظ تقريبا كل ساعة، أو نصف ساعة بفزع، أصبحت أعاني من الأرق ولا أعلم السبب.

دخلت الجامعة بعد هذه السنتين، تحسنت نفسيتي وصحتي، لكن نهاية أول سنة دراسية بدأت تعود إلي بعض هذه الأمور، وصار يصاحبها ضيق في التنفس، وزاد إلى أن أصبحت أشعر بضيق، إلى أن أشعر بخدر في جسمي أحياناً، (أخبرني الأطباء أنها مجرد وسوسة، وأنا بصحة جيدة، وإنما هي مجرد نقص فيتامينات)، وهذه السنة وصلت إلى أنني فقدت السيطرة على عقلي، فتوقف عن التفكير، مما يشعرني بأنني سأصاب بالجنون، وعاد لي الأرق مرة أخرى.

وعندما أنام هرباً من التفكير أحلم بتلك الأمور التي أفكر فيها وأنا مستيقظة، وفقدت تركيزي لحد ليس بقليل، وأشعر بقلق وخوف طيلة الوقت، خاصة عندما أكون لوحدي، وأن شيئا سيئا سوف يحدث، فما تشخيصكم لحالتي.

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة، في هذه السن بالذات يكثر القلق والتوتر والضيق، وجلوس سنتين بعد الثانوية هذا أيضاً يسبب فراغا، ومع الفراغ تأتي التوترات والقلق والضيق، -والحمد لله- دخلت الجامعة، والجامعة بها ما بها من ضغوطات على الشخص، وطبعاً لم تظهر الضغوطات في السنة الأولى، لأنك كنت فرحة جداً بالالتحاق بالجامعة بعد جلوس سنتين في المنزل، ولكن عندما انقشعت فترة الفرح، وأتت الحقائق وضغوط الدراسة الجامعية ظهر هذا في السن الثانية.

والأعراض التي تشتكين منها كلها أعراض قلق وتوتر، وكل هذا يمكن أن يزول بالاسترخاء، والاسترخاء إما أن يكون استرخاءً عن طريق التنفس، أو استرخاء عن طريق العضلات، ولكن يجب أن يتحسن النوم، لأن النوم أيضاً في مثل سنك تحتاجين إلى 8 ساعات في اليوم على الأقل، وأقل من هذا يسبب توترا وضيقا، فلا بد من إيجاد طريقة للنوم، ومنها أن لا تنامين بالنهار على الإطلاق، اجعلي لنفسك ساعة بالليل تنامين فيها، اطفئي الأنوار عندما تريدين النوم، لا تأكلين أكلة دسمة قبل النوم، لا تحملي معك هموم اليوم إلى الفراش إلى السرير، جو الغرفة يجب أن يكون معتدلاً، ليس بارداً وليس حاراً، وإذا لم تستطيعين النوم بعد فترة من الرقاد على السرير، فيجب أن تقومين من السرير، وتعملين شيئاً آخر، اقرئي شيئاً مسليا اقرئي القرآن، استمعي إلى برنامج تحبينه في التلفاز، تجنبي نوم النهار.

الإحساس بأن هناك شيئاً سيحدث أو أن شيئاً جلل سيحصل، أو توجس من المستقبل كل هذه أعراض قلق وتوتر -يا أختي الكريمة- عليك بالمحافظة على الصلاة أيضاً، الصلاة في مواعيدها، قراءة القرآن، والدعاء فإنها تؤدي إلى الطمأنينة والسكينة، وراحة البال، إذا استمرت مشاكل النوم حتى بعد هذه النصائح، فعليك بمقابلة طبيب نفسي؛ لأنه قد يعطيك أدوية تساعدك في النوم، ولا تسبب إدمانا -إن شاء الله-، هناك أدوية كثيرة من هذا النوع.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً