الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطرابات النوم هل لها علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني من قبل ٨ أشهر من اضطرابات في النوم، وصعوبة بالدخول للنوم، أجلس من ٤ إلى ٥ ساعات على السرير لكي أنام، أتعب في الدخول للنوم، أحس أحيانا بضربة مثل الكهرباء من جهة الصدر الأيسر إلى أعلى رأسي، حيث أصحى وأرجع وأحاول أن أنام ويتكرر ذلك، وأحيانا أسمع صوتا قويا بداخل رأسي مثل صوت مولد كهربائي، أو صوت طاحونة يوقظني من النوم.

فحصت لدى الطبيب، وأعطاني علاجا للاكتئاب لمدة شهرين، ولكن لا فائدة، أحالني إلى طبيب أعصاب باطني، وطلب أشعة للدماغ، وبعدها أخبرني أن لدي زيادة شحنات بالصدغية الجبيهة اختصار (مرض الصرع)، ووصف لي علاجا كبيرا ٥٠٠ حبة كل ١٢ ساعة، في أول شهر شعرت بتحسن، وثاني وثالث شهر نفس المشكلة، وظهر عندي صوت دائما داخل رأسي مثل صوت التلفاز القديم أو صوت أزيز، عملت موعدا آخر، وقام الطبيب بزيادة الجرعة ١.٥ كل ١٢ ساعة، وإلى الآن نفس الأعراض أعاني منها.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ ABDULRAHMAN حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اضطرابات النوم من النوع الذي ذكرته قد يكون سببها القلق النفسي، أو أنك لم ترتب الساعة البيولوجية لديك بطريقة صحيّة، والإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي والإكثار من شرب الشاي والقهوة - خاصة في فترة المساء - أو النوم النهاري، أو الشعور بالقلق وعدم الطمأنينة قبل النوم: هذا كله يؤدي إلى اضطرابات النوم.

عمومًا العلاج لهذه الحالة ليس صعبًا أبدًا.

مضادات الاكتئاب نعم تُستعمل حتى وإن لم يكن الإنسان مكتئبًا إلَّا أن بعضها ذات فائدة كبيرة جدًّا، لذا أنا أريد أن أقترح لك دواء يُسمَّى (ميرتازبين) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري (ريمارون) لو تناولته بجرعة نصف حبة (15 مليجرام) لمدة ثلاثة أشهر، ثم تجعلها ربع حبة (7.5 مليجرام) ليلاً لمدة شهرين آخرين، ثم تتوقف عنه، أعتقد أن ذلك سيكون دواءً مفيدًا جدًّا لك.

يُضاف إلى الميرتازبين دواء آخر مضاد للقلق يُسمَّى (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، هذا يمكن أن تتناوله بجرعة خمسين مليجرام صباحًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

الدوجماتيل يفيدك كثيرًا فيما يُعرف بالهلاوس أو شبه الهلاوس الكاذبة، والتي تأتيك قبل النوم. أنت وصفتها كنوع من الإحساس كأنه صقع كهربائي من جهة الصدري، هذه هلاوس كاذبة، بالفعل مرتبطة باضطراب النوم، ونشاهدها كثيرًا عند الأشخاص القلقين، أو الذين يتناولون كميات كبيرة من المنبهات قبل النوم خاصّة.

عمومًا رتّب ونظّم صحتك النومية من خلال ما ذكرته لك سلفًا، وثبت وقت النوم ليلاً، واحرص على الأذكار، لا تتناول أيٍّ من مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة والبيبسي والكولا بعد الساعة الخامسة مساءً، وطبق بعض التمارين الاسترخائية، ومارس رياضة المشي، تجنب النوم النهاري. هذا كله - أخي الكريم - يُساعدك كثيرًا بجانب الأدوية التي ذكرتها لك.

عقار (كيبرا) الذي وصفه لك الطبيب من أجل علاج البؤرة الكهربائية النشطة في الدماغ هو علاج ممتاز، وعليك بالمواصلة فيه والمتابعة مع طبيبك، وأرجو - أخي الكريم - أن تعرض على طبيب الأعصاب حين تقابله ما ذكرته لك من مقترحاتٍ حول طريقة تحسين النوم، وكذلك الأدوية التي وصفتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً