الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مؤمنو بني إسرائيل ليسوا كمن ضلوا تبعا لآبائهم

السؤال

كيف يمكن الجمع بين الآيتين .......في الآية الأولي يتعهد الله جل جلاله أن يعذب بني إسرائيل بفعل آبائهم والثانية بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى.
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }الأعراف167{قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن قوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. أصل عام في عدم تعذيب أحد إلا بما كسب، وما دلت عليه ثابت في صحف إبراهيم وموسى، كما قال تعالى: أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {36-38}

وأما من يعذبون من بني إسراءيل فإنما يعذبون إذا اتبعوا آباءهم في الانحراف والضلال، فإذا فسدوا سلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب، وأما من استقاموا على الطاعات فإن الله يعزهم ويرفعهم كما حصل لهم في عهد سليمان، وكما حصل لمن آمن منهم في عصر النبي صلى الله عليه وسلم. وأما من انحرفوا فيعذبون ببختنصر أو بالمسلمين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أو بهتلر أو بعيسى ومن معه في العصر الأخير أو بغير ذلك.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 48985، 60919، 76672، 28825، 76513.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني