الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الرمي والمبيت بمنى

السؤال

1. الحمد لله أتممت الحج أنا و أولادى الأقل من 3 سنوات تلفظت بالنية لنفسى و تلفظت زوجتى لنفسها بالنية و لم نتلفظ للأطفال و لكنهم اغتسلوا و ذهبوا معنا و نيتى أن يحجوا فهل ذلك كاف ؟
2. ابنتى البالغة من العمر 3 سنوات قامت معى بجميع مناسك الحج ما عدا اليلة الثالثة فقط من المبيت بمنى. (ماذا يجب أن أفعل)
3. رميت الجمرات بعض حصوات من الإسمنت و ليس من الصخر فهل يجوز ؟ و إن لم يجز فماذا علي ؟
4. أول ليلة في منى قمت بالمكوث من الساعة الحادية عشر مساء إلى الساعة الرابعة والليلة الثانية من الساعة العاشرة مساء إلى الساعة الرابعة و في اليلة الثالثة من الساعة العاشرة الى الساعة الثالثة ... فهل هذا يكفي؟
5. رميت الجمرات فى اليوم الأول و الثاني في الحادية عشر مساء واليوم الثالث بعد العصر و لم أتعجل فهل هذا التوقيت مناسب ؟
6. كنت على خلاف مع صديق لى قبل الحج و لكن نلقي السلام فقط بعضنا على بعض و لكنى أبغضه حيث إنى اعتذرت له قبل ذلك بفترة و لم يتقبل مني (الفتوى رقم 2155472 ) مازلت بعد الحج أبغضه فهل علي شيء؟
7. قبل الحج كنت معتادا على الشات و التعرف على البنات و نويت التوبة من هذا الذنب و كل الذنوب و بالفعل تبت بالشروط المعروفة. في يوم التشريق الثالث دخلت على النت للكلام مع أخى و بحكم العادة بحثت عن البنات بغرض التعارف وبعثت للكثيرين أطلب التعارف وبالفعل تحدثت مع إحداهن بالكتابة وطلبت منها أن تفتح الكاميرا لكن الكاميرا لم تعمل و الحمد لله بعدها انتبهت إلى فعلتي و توقفت بعد الموقف التالي ......
في خلال حديثي معها سألتها هل تريدين الحديث عن الجنس فقالت لا وأغلقت و أريد أن أقسم بالله أني لم أكن أنوي الحديث في هذا الموضوع أبدا وإنما سألت لأنها كانت أجنبية وكنت أريد أن أعرف هل تتحدث في هذا أم لا ....من الممكن بدافع الفضول و لكن أؤكد لكم أن ردي لو كانت وافقت أني لا أتحدث في مثل هذه الأمور لأني مسلم.
ما حدث حدث غفلة و بدون وعي مني و الآن أنا منتبه تماما حتى لا أقع في مثل هذه التصرفات حيث إن الشيطان من المؤكد سيحاول أن يوقعني مرة أخرى.
لله الحمد و الفضل أتممت الحج بجميع مناسكه صحيحة واتبعت معظم السنة و كنت حريصا في كل الأفعال وكنت أنصح إخوانى بعدم الجدال و الصبر وهكذا ....
هل الموقف الأخير يعتبر من الرفث أو الفسوق المنهي عنه في الحج ؟ و هل حجي صحيح ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن النية محلها القلب، ولا يجب التلفظ بها، ويكفي في حصول نيتك حجهم أنك جئت بهم للميقات واغتسلوا وذهبت بهم للحج، وإنما أوجب بعض أهل العلم التلبية في النسك، وقد روى ابن ماجه بسند ضعفه الألباني عن جابر قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم.

وأما عدم مبيت الليلة الثالثة في منى فلا شيء فيه لأنها تعتبر متعجلة. فقد قال الله تعالى: فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ . {البقرة:203}

وأما المبيت بمنى فيتحقق بالمكث فيها أكثر من نصف الليل، فإذا مكثت فيها خمس ساعات كما في الليلتين المذكورتين فإنك لم تكمل الوقت المطلوب، ولم تقم بما يكفي، فإذا كان هذا حصل منك من دون عذر فإنه يلزمك التكفير عن ذلك عند الجمهور. وقد بسطنا الكلام عليه في الفتاوى التالية أرقامها: 18217، 29754، 48219، 22148.

وأما الرمي بالحجر فهو شرط عند الجمهور، وقد ذكر الشيرازي في المهذب إن من رمى بغير الحجر من مدر أو خزف لم يجزه. لأنه لا يقع عليه اسم الحجر، ونص النووي في الشرح على عدم إجزاء الرمي بالجص. وجوز الأحناف الرمي بكل ما كان من جنس الأرض؛ كذا في فتح القدير.

وأما الرمي ليلا في اليوم الحادي عشر والثاني عشر فهو جائز على الراجح، وخالف فيه كثير من الحنابلة، ولكن الأولى أن ترمي بعد الزوال للغروب. فهذا هو الوقت الموافق للهدى النبوي والمتفق عليه بين المذاهب.

وأما عن خلافك مع صديقك فيتعين أن تسعى في ردم هوة الخلاف بينكما، وأن تتذكر ما في تحابب المسلمين من الأجر، وما في النهي عن تباغضهم من الأحاديث.

وأما عن الاتصال بالبنات على النت والتكلم معهم بما لا يليق فهو أمر محرم تجب التوبة منه، والعزم الأكيد على البعد عنه، واستخدام الوسائل المساعدة على الالتزام بذلك، ولكن ما حصل بعد التحلل في أيام التشريق لا تأثير له على صحة الحج.

وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49506، 44386، 7366، 76411، 94738، 98468، 63699، 59157.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني