الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمدافعة الوساوس والتخيلات

السؤال

ما حكم الأفكار التي تأتي على الإنسان وتأتي لتشككه في العقيدة الإسلامية وهو يحاول دفعها وصرفها عن نفسه ولكن يجد صعوبة وإن تركها وشأنها أحس بنفسه أنه أيقن بما تمليه عليه هذه الأفكار,فإن تركها أحس بالاستسلام لها
تأتي في الصلاة وغيرها من العبادات فأصبح الإنسان كأنه يشعر نفسه أنه خرج من الإسلام فكل ما يأتي أي موضوع في الدين فأشعر وكأن هذه الأفكار تستيقط لتبدأ بعملها.
أسألكم أعزكم الله ما حكمها وما سبيل الخلاص منها في نبوة النبي وكتاب ربنا تعالى وأريد أن أوضح لكم بعض الأمور التي تعينكم على فهم ما أنا فيه
أولا:أنا شاب ليس لدي أي مشكلة نفسية.
ثانيا:كنت غير ملتزم وأصبحت أحاول أن ألتزم لكن مع ما أنا فيه أصبح صعبا.
ملاحظة:رحمكم الله أريد أن تجاوبوا على هذا السؤال بعينه لا تحيلوني على سؤال مشابه لأني بحاجه للجواب الشافي.
وأخير ادعو لي بباطن الغيب أن يثبتني الله على الإسلام ويدخلني الجنة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا تعر هذه الأفكار والوساوس والتخيلات أي اهتمام، بل أعرض عنها إعراضاً كاملاً، فإن في الإعراض عنها الشفاء التام والخلاص بإذن الله تعالى بل لا دواء لها غير ذلك.

واعلم أنه لا إثم عليك فيما يعرض لخاطرك من تلك الأفكار ما دمت تدافعها وتكرهها، فقد حصل مثل هذا لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – كما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا نَعَمْ. قَالَ ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ.

واعلم أن هذا الإعراض هو السبيل لصلاح حالك عموما وتحقيق ما تنشده من التزام ؛ فلا يصدنك عن الحق والاستقامة مجرد أوهام ووساوس من الشيطان.

وننصحك لعلاج هذه الوساوس باتباع ما يلي:

1- الاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان ؛ فإذا أحسست بشيء منها فبادر بالاستعاذة بالله رب كل شيء ومليكه القادر القوي القاهر فوق عباده واثقا في تأييده ونصره لعباده المؤمنين.

فإذا فعلت فلن يضرك مثقال ذرة من هذا الكيد، بل ستدخل في مدح رسول الله وشهادته لك بصريح الإيمان، وإنما أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على صاحب هذه الحال بالإيمان لأن ذلك دليل على أن الشيطان قد أيس أن يضله، ويزيغه، فرجع إلى الوسوسة، وهو مع ذلك لم يستجب له.

فهذا هو الواجب الأول في مثل هذا المقام أن تقول: آمنت بالله وبرسوله، وتطرد تلك الخواطرعن نفسك ولا تستسلم لها، وان تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

2- الإكثار من ذكر الله فإنه سبب لانشراح الصدر وطمأنينة القلب، قال الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

والمواظبة على أذكار الصباح والمساء والنوم والطعام والدخول والخروج، فإن الذكر هو الحصن الحصين الذي يهرب منه الشيطان الذي يوسوس لك بهذه الافكار.

3- الإكثار من تلاوة القرآن. وخاصة سورة البقرة فإنها يفر منها الشيطان.، ويشرع كذلك قراءة آيات من القرآن كآية الكرسي، والمعوذات على ماء تشربه، وتغتسل به.

4- ينبغي أن تكثر من الطاعة والعبادة، صلاة وصوماً ودعاء وصدقة، فأكثر من دعاء الله جل وتعالى أن يهديك وأن يشرح صدرك، ويلهمك رشدك، ويكفيك شر الشيطان وشر نفسك، وأن يطهر قلبك من النفاق، وأن يقوي إيمانك ويرزقك الخشوع في الصلاة، وتحر في دعائك أوقات الإجابة كثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وأثناء السجود.واذكر قوله تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل:62}

وقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ".

رواه الطبراني وقال الألباني:( حسن لغيره ).وراجع الفتوى رقم: 8759.

5-عليك بتطهير بيتك من سائر أنواع المعاصي، فإنها تجلب الشياطين وتنفر الملائكة، فيرتفع عن البيت وأهله حفظ الله وعنايته، ويصبح من فيه عرضة لتخبيل الشياطين.

وهذا كثيراً ما يغفل عنه، وهو من أعظم أسباب البلاء بهذه الأمراض.

6- عليك بتقليل الخلوة بنفسك ما أمكنك والالتقاء بأهل الخير من طلبة العلم والدعوة إلى الله فاشغل نفسك بذلك تكفى هذا الشر بإذن الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني