الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إضاءات مرشدة عند حلول الفتن والابتلاءات

السؤال

يرجى إرشاد وتوجيه وتوعية المسلم عن السلوك الإسلامي الصحيح لمواجهة الظروف والأحوال المعيشية الحالية والمحيطة به والتي تتمثل في غياب دور الدين اجتماعيا وسياسيا وغياب الضمير وغياب القدوة الصالحة وفساد الأخلاق وانعدام القيم وفساد الإعلام وضيق الحال وتفشي الأنانية وضعف المسلمين وما يتعرضون له من قهر وظلم واحتلال وتعذيب وإهانة؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

فعلى المسلم عند حلول الفتن والابتلاءات وانتشار الفساد أن يستحضر أن الحياة الدنيا دار ابتلاء، وليحرص على الصبر، وعليه أن يتعلق رجاؤه بالله تعالى ويلتجئ إليه، كما أن عليه أن يحذر من الوقوع في المعاصي، وأن يحرص على التوبة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.. وأن يستقيم على الحق وأن يكون هو قدوة حسنة فلا ينجر وراء الفساد المنتشر وأهله.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمما يمكن أن يرشد إليه المسلم عند حلول الفتن والابتلاءات وانتشار الفساد عدة أمور، نذكر منها ما يلي:

أولاً: أن يستحضر المسلم أن الحياة الدنيا دار ابتلاء، يبتلى فيها بالخير وبالشر، قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء:35}.

ثانياً: أن يحرص المسلم على الصبر على البلاء، وأن يعلم أن التسخط لا يأتي بمرغوب ولا يدفع مرهوباً، وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.

ثالثاً: أن يتعلق المسلم بالله تعالى ويلتجئ إليه، فهو المتصرف في هذا الكون، قال الله تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ {النمل:62}.

رابعاً: أن يحذر من الوقوع في المعاصي، ويحرص على التوبة، فقد تكون المعاصي أصلاً لكل بلاء، قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}، وليجعل نصب عينيه دائماً قوله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا. رواه الترمذي... وللمزيد من الفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 5249، والفتوى رقم: 44542.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني