الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عملية ربط القناة الدافقة بعد قطعها

السؤال

أنا متزوج منذ حوالي 35 سنة وقد رزقني الله بولدين وبنت وجميعهم ولدوا بعملية قيصرية
أصيبت زوجتي بنوع من الصرع منذ ما يقارب 30 سنة وهى ولا زالت تحت العلاج وتأخذ أدوية للسيطرة على المرض وقد نصحها الأطباء بعدم الحمل لأن هذه الأدوية قد تسبب تشوها للجنين. كما منعوها من أخذ أي أدوية مانعة للحمل خوفا من تعارض الأدوية.
قبل حوالي 15 سنة قرأت عن عملية ربط أو قطع القناة الدافقة Vasectomy ولكونها سهلة وتتم في عيادة الدكتور تحت تخدير موضعي قمت بعملها، هذه الأيام يساورني نوع من الذنب خوفا من ارتكاب معصية، الآن زوجتي بلغت سن اليأس وقد استشرت الأطباء عن عملية إعادة فتح القناة vasectomy reversal وأخبروني أنه نظرا لطول المدة فإن نسبة نجاح العملية ضعيفة جدا ويتم إجراؤها بتخدير كامل وهي عملية معقدة كونها تكون من خلال المجهر.
أرجو نصحي...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان عليك هو ربط قناة فالوب لزوجتك حتى لا تحمل لما ذكرت من نصح الأطباء بعدم الحمل لما يلحق من ضرر بها وبجنينها، ونظرا لعدم تمكنها من تعاطي الأدوية المانعة للحمل كما قرر ذلك الأطباء.

أما أن تربط أنت القناة الدافقة لك فهذا لا يجوز لأن الضرر لا يدفع بالضرر، ولأنه قد ورد النهي عن التبتل والاختصاء وهو في معناه أو قريب منه، ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث سعد بن أبي وقاص: رد الرسول صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا.

وإما إعادة فتح القناة فهو بحسب ما يقرره الأطباء، فان كان إزالة هذا الضرر مؤد إلى رفعه مع عدم ترتب ضرر مثله أو أكبر فهو جائز، وأما إذا كان احتمال نجاج العملية ضعيف جدا فعملها عبث وضرر فلا يقدم على ضرر متيقن لتوهم دفع ضرر، واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني