الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة ركعتي تحية المسجد ممن دخل والإمام يخطب

السؤال

تعلمون فضيلة الشيخ بأن تحية المسجد والإمام يخطب يوجد بها خلاف بين المذاهب وهذا الخلاف وكما يقول بعض الشيوخ بأنه رحمة للمؤمن وفهمت من فتوى لكم في هذا الموضوع والتي ذكرتم فيها الخلاف، وكل له أدلته في فتواه، أن الإمام مالكا حرم تحية المسجد والإمام يخطب بيما ذهب آخرون إلى أنها سنة ويثاب فاعلها، فهمت بأني مخير في اختيار الفتوى التي تناسبني فقد أخذت بفتوي الإمام مالك وامتنعت عن أدائها إذا تأخرت عن خطبة الجمعة وذلك تخوفا من كون الإمام مالك هو المصيب وأكون قد فعلت محرما إذا أديتها، فما رأي فضيلتكم في هذا؟ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما فعلته من اقتدائك بالإمام مالك لا حرج فيه لكن ليس هذا هو القول الراجح في هذه المسألة في نظرنا، بل الصواب أن تصلي ركعتين خفيفتين تتجوز فيهما ثم تستمع للخطبة، فهذا هو الموافق لسنته صلى الله عليه وسلم لما ثبت في الصحيحين عن جابر بن عبد الله قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له: يا سليك! قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما. ثم قال: إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما. انتهى.

وما قاله المالكية (كما في الفواكه الدواني وغيره) من احتمال النسخ بحديث أبي داود والنسائي: أن رجلاً تخطى رقاب الناس والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له: أجلس فقد آذيت. فأمره بالجلوس دون الركوع، والأمر بالشيء نهي عن ضده فليس بقوي لأن النسخ لا يثبت بمجرد الاحتمال... وحديث جابر نص قاطع في المسألة فضلاً عن كونه في الصحيحين، ولذا فإننا نفتي بالقول الراجح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني