الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زيارة الزوجة أهلها وسعيها في إرضاء أهل زوجها

السؤال

قصتي كالتالي وأريد فتوى لها أنا فتاة سورية وقد تزوجت إلى الأردن وفي يوم كتب الكتاب كان هناك وعود من زيارة أهلي كل شهرين وتكملة دراستي وقد وافق زوجي وأهله على هذه الشروط أمام مجلس من الرجال ولكني لم اكتب ذلك في العقد لوجود الثقة وتم الزواج وفي أول زيارة لأهلي كانت بعد أربعة أشهر وقد سمح لي زوجي بالبقاء عند أهلي لفترة شهر وفي يوم السفر تكلم معي والد زوجي وقال لي لا تبقي أكثر من أسبوع قلت له زوجي سمح لي وقالت والدة زوجي لم تبقي هنا كثيرا لتذهبي إلى عند أهلك فقلت هذا كان وعدكم لي وشرطي بالزيارة كل شهرين والآن انزل كل أربع أشهر وليس كل شهرين فقالت لي إن الوعود كانت كلاما فارغا وأصبحوا يتدخلون كثيرا ومرت الأيام وبقيت أنزل كل أربعة شهور وفي آخر نزلة وقبل السفر بيوم أنا وزوجي جلس زوجي مع أبيه وقال له أنا وزوجتي ندري بمصلحتنا ولا أريد كلما ننزل إلى سورية أن أسمع كلاما وأنتم قد وعدتم ذلك لأهلها بنزلتها فقال إذا ما تسمع كلامنا اطلع من البيت واسكن لوحدك ونحن نسكن في شقة من بيت والد زوجي سافرنا ولم يخبرني بشيء وبعد وصولنا بأيام بعث والد زوجي رسالة على الموبايل قال فيها هل وضعت الأهل بالصورة والعواقب وقد قرأتها بالصدفة فقلت له مامعنى ذلك رفض القول وأخبرني بالقول السابق طلبت منه يقول لوالده بعدم التدخل فقال لا أستطيع رضا الوالدين يدخلني الجنة ورضاك لا يدخلني الجنة وأنا وزوجي لا توجد مشاكل بيننا. هل من الواجب على زوجي طاعة والده في الأمور السابقة وهل على زوجي تنفيذ الوعد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الأمر شرطا فيجب الوفاء به على الراجح ولو لم يكتب وأما إن كان مجرد وعد فالوعد لا يجب الوفاء به على الراجح وإنما هو مستحب لكن إن كان فيه ضرر أو مشقة على الزوج فلا ينبغي لك أن تلجئيه إليه.

وأما هل تجب على زوجك طاعة والده في منعك من زيارة أهلك فلا تجب عليه طاعته لأن الطاعة إنما تجب في المعروف ولا معروف في ذلك سيما إن كان مشروطا في العقد لوجوب الوفاء به لكن عليه أن يلين له القول ويرده الرد الجميل ولا يجادله أو تيعنت عليه فذلك من الجفاء المحرم في حق الوالدين. فليخفض له الجناح وليلن له القول ويسعى في مرضاته بما يستطيع وينبغي لك إعانته على ذلك وعدم تحريضه على ما يؤدي إلى المشاكل بينه وبين أهله فالزوجة الصالحة هي من تسعى في تقوية الأواصر بين زوجها وأهله ولا تسعى في التفريق بينهم وهي كذلك تكرم أهل زوجها وتصبر على أذاهم لأن ذلك من إكرام الزوج وحسن عشرته.

وخلاصة القول والذي ننصحكما به هو معالجة تلك المشكلة بحكمة ومحاولة إقناع أهل الزوج بزيارتك لأهلك متى احتجت إلى ذلك ، وأما السكن فهو حق لك على زوجك وعليه أن يوفره لك بما يليق بك.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:

44575، 7260، 20715، 1357، 4554، 5034.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني