الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرضا بما قسم الله وعدم مقارنة الزوجة بغيرها من النساء

السؤال

سؤالي عن صلاة الاستخارة.. أنا في كل أموري عندما أكون مقدماً على شيء أصليها مثلاً عندما أردت الزواج استخرت الله في هذه الإنسانة التي معي وتم الزواج وهي والحمد لله قمة التدين ولكن جماليا وجسميا لا شيء وخاصة بعد مرور فترة من الزواج شعر قصير صدر صغير جسم نحيف أسنان قصيرة، وخاصة أجد زوجات زملائي فيهن هذه المواصفات الجسدية وأحيانا أفتن بهذا الجمال، قمت بصلاة الاستخارة فماذا يكون ذلك، أيضا أنا أعمل حالياً بالسعودية وقبل أن آتي إلى هنا وإلى المكتب الذي أعمل فيه صليت الاستخارة ولكن عند قدومي واستلامي للعمل أصبح عندي قلق وضيق وخاصة أنني أكثر خبرة في مجال عملي من كثير أتوا بعدي وبوضع مادي أفضل فماذا يكون ذلك، فأفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

من استخار الله تعالى في أموره فستكون عاقبة أمره خيراً، ومن ظفر بذات الدين فليحمد الله تعالى ولا يغتر بالجمال الظاهر فربما يكون تحت ذلك الجمال بلاء ووبال، ولا يجوز النظر إلى الأجنبيات ولا الإمعان فيهن للمقارنة مع الزوجة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دمت قد استخرت الله تعالى فالخير فيما اختاره لك، وإذا كنت لا ترضى عن زوجتك فيما يتعلق بالجمال الخلقي فإنها بشهادتك في غاية التدين والتمسك بالدين، وهذه الخصلة هي التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالظفر بها في قوله: تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. والحديث في الصحيحين.

وبناء على هذا فإنه ينبغي أن تحمد الله تعالى على نعمه وترضى بما قسم لك وتتمسك بزوجتك الصالحة وتغض الطرف عما فيها من قصور في الخلق ولتنظر إلى ما فيها من كمال في الدين والأخلاق، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر. رواه مسلم... ولعل الله يجعل لك فيها خيرا كثيراً فترزق منها الذرية الصالحة، فصلاح الأم سبب غالب في صلاح أبنائها، ولا يحل لك النظر إلى النساء الأجنبيات عنك، وإذا وقع نظرك لأول مرة عليهن فيجب عليك صرفه عنهن ولا يجوز لك إمعان النظر فيهن أصلاً، فكيف بالفحص والتدقيق بحيث تقارنهن مع زوجتك، فأتق الله تعالى وغض بصرك عما حرم عليك كما أمرك ربك.

أما فيما يتعلق بالضيق والقلق في العمل فإن كنت قد استخرت الله تعالى قبل الأمر فستكون عاقبة أمرك خيراً وإن حصل لك بعض ما تكره فسيزول ذلك عنك بإذن الله تعالى، فعليك أن تلازم تقوى الله تعالى في السر والعلانية وتكثر من الاستغفار فإن من لزم الاستغفار جعل الله من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب. رواه أبو داود.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني