الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ملامح تربوية إذا ابتلي الولد بسرقة بعض الأشياء

السؤال

لدي مشكلة تؤرقني كثيراً وهي أني في يوم وجدت اختفاء خاتم ذهب وكان أخواتي وأولادهم في زيارة عندي ولكني لم أشك أبداً في أي شخص منهم لا من قريب ولا من بعيد وأوهمت نفسي أنه وقع مني سوف أجده في أي ركن من البيت وقلبت البيت رأسا علي عقب ولم أجده وأيضا لم أشك ولو ذرة في أحد وربنا يعلم أن تربيتنا جميعا وتربية أولادنا صالحة وبعد شهر تقريبا اختفى موبايلي وأيضا قلبت البيت رأسا علي عقب ولم أجده ومن هنا شككت في الحاضرين لأن أخواتي وأولادهم كانوا موجودين في بيتي ولكني كنت سأجن من حرجي أمام زوجي ولأني لا أملك القدرة أني أتهم أي شخص منهم لأني أعرف تربية الأولاد جيداً تقريبا نفس تربيتي وتربية أولادي لدرجة أن أخواتي أدركوا ذلك فسألوا أولادهم وحلفوهم علي كتاب الله وبعد اختفاء التليفون بأسبوعين وجدت تليفون من أختي التي تكبرني وتريد مقابلتي ضروري خارج البيت فشككت وكنت خائفة جداً من أن أصدم بأحد من أولادها وفعلا حدث الذي كنت خائفة منه وهو أنها بعد اختفاء الموبايل بفترة رأت موبايلي مع ابنها فقالت له هذا تليفون خالتك في الأول أنكر وقال لها أنا لقيته في الميكروباص لما اشتدت عليه الخناق والضرب وقالت لوالده وكاد أن يطرده من البيت وكانوا في حالة ثورة مما حدث اعترف وقال أنا وجدته في شنطتي ولم يدرك من وضعه وقال في نفسه أخاف أظهره لكل العائلة تظنه سارقه فقال يخفيه ويظهره للأصدقاء فقط بالرغم أنه عنده موبايل، لكن أقل في الإمكانيات ولكن والدته كانت منهارة جداً، وعندما قابلتني وأعطتني الموبايل كانت في قمة انهيارها وأنا صعقت مما حدث ولكن كان رد فعلي هادئا جداً حرصا على أختي وحالتها وقلت لها ولا يهمك كأن شيئا لم يكن وأنا سأتصرف وكأني لقيته في أي مكان في المنزل وفعلا أظهرته بصورة طبيعية جداً وأيضا علاقتي بابن أختي لم أظهر فيها أي شيء لدرجة أنني لم أكلمه نصف كلمة على الموضوع وطريقتي في المعاملة لم تتغير له أبداً، المشكله أن هذا الولد من أقرب أبناء أخواتي لي ولقلبي هو سنه 14 سنه في الإعدادية وأنا قلت ممكن أكلمه بعد الانتهاء من الامتحانات خوفا علي أن كلامي يؤثر علي نفسيته في الامتحانات، ولكن الشك دخل قلبي بأنه هو الذي أخذ الخاتم الذهب ولكني لا أعرف بأي طريق أدخل له وأسأله عن الخاتم بالله عليكم قولوا لي ماذا أفعل وماذا أقول له عن اختفاء الخاتم وأيضا عن الموبايل الذي كان معه أنا فعلا حزينة جداً لأن هذا الولد مهذب جداً وتربيته تربيه صالحة ووالداه ملتزمان وربوه على الالتزام الديني والأخلاقي ومستواهم الاجتماعي جيد جداً، وأنا أريد أن أظل أحبه وأريد أن أنهي الموضوع معه بطريقة لا تجرحه ولا تجعله يكرهني، سؤال آخر: أختي عندما اختفي الخاتم وبعدها الموبايل ربطت الموضوعين بوجودها وأولادها بالاختفاء وقامت حلفت أولادها على المصحف ومن ضمنهم هذا الولد فما حكم ذلك، هي منهارة جداً بسبب ذلك وسألته وقالت له أنت حلفت على أنك لم تأخذ شيأ من عند خالتك كان رده أنا لم آخذه أنا وجدته في شنطتي وهي خائفة أن يكون كذابا وسارقا فماذا تفعل لتصلح سلوك هذا الولد الذي لا يظهر عليه أي شيء وهي خائفه جداً ليكون سلوكه في الخارج غير لائق به ولا بالأسرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت في التريث في الموضوع وعدم توجيه الاتهام لأحد بدون بينة، وفي الحرص على إحسان المعاملة لأخواتك وأولادهم.. وننصحك بإكثار الدعاء وسؤال الله العافية في النفس والأهل والمال والاسترجاع على ما فقدت والصبر لعل الله يعوضك خيراً منه، وأما ما حصل من وجود الهاتف عند هذا الولد فإذا كان هو الذي أخذه فإن هذا خطأ بين يجب على والديه السعي في علاجه قبل أن يعظم فعليهم أن يحرصوا على تربيته على الصدق والعفة والقناعة وعدم التعلق بما عند الأخرين.

وننصحك أنت ألا تكلميه في موضوع الخاتم، وإنما تتركين الموضوع لأمه للتحاور معه في الموضوع وانصحيها بالتعامل معه بالحوار وألا تجعل أول خطأ يكتشف منه سبباً لطرده من البيت ومعاملته بالقسوة، فإن ذلك إنما يعني تسليمه لأصحاب الفساد والسوء، ومن ثم يضيع ضياعاً كلياً إن لم تتداركه رحمة الله، وعليهم أن ينظروا في نفقاته هل عنده إدمان على شيء ما يحتاج فيه لتحصيل مال ينفقه فيه، ولينظروا كذلك في صحبته فإن كانوا فاسدين فليحجب عنهم، ويتعين الحرص أولاً وآخراً على التربية العقدية والتعبدية، فهي التي تربي في الناس الوازع الديني الذي يجعلهم يستشعرون مراقبة الله ويراعون حقوق الجيران والأقارب ويبتعدون عن الاعتداء والإثم، وعليك أنت أن تحفظي أموالك وأن لا تعرضيها للضياع أو السرقة فقد قيل في بعض الأمثال الشعبية (احفظ مالك ولا تتهم جارك)، وراجعي في حكم من حلف على القرآن كاذباً في الفتوى رقم: 29925.. وراجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية للاطلاع على بعض الأمور المهمة في تربية الأولاد: 18336، 21752، 64312، 67272.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني