الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ما يروى من أخبار رؤية المعذبين في قبورهم

السؤال

قرأت هذه القصة ولا أعرف مدى صحتها فأرجو إفادتي، ذكر الذهبي في الكبائر أن امرأة ماتت فدفنها أخوها فسقط كيس منه فيه مال في قبرها فلم يشعر به حتى انصرف عن قبرها ثم ذكره فرجع إلى قبرها فنبش التراب فلما وصل إليها وجد القبر يشتعل عليها ناراً ففزع ورد التراب عليها، ورجع إلى أمه باكياً فزعاً، فقال يا أماه أخبريني عن أختي وماذا كانت تعمل؟ فقالت الأم: وما سؤالك عنها؟ قال: يا أماه إني رأيت قبرها يشتعل عليها فبكت الأم، وقالت: كانت أختك تتهاون بالصلاة... وتؤخرها عن وقتها، فنعلم أن لتارك الصلاة عذاب فى القبر ولكن هل يستطيع أحد من البشر الاطلاع على هذ الأمر كهذه الحادثة، وهل هذه الحادثة صحيحة فعلا أم أنها ذكرت للتخويف من ترك الصلاة، فأفيدوني بارك الله فيكم بمدى صحة هذه القصة خاصة أنه انتشر فى النت أيضا صورة لجثة فتاة أو شاب لا أذكر تم إخراجه من قبره بعد دقائق من دفنه وكانت جثته مفحمة، وعند سؤال أهله عنه قيل إنه لم يكن يصلي، فهل فعلا يمكن لأحد الاطلاع على من يعذبون في قبرهم بهذا الشكل.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أورد الإمام الذهبي هذه القصة في كتاب الكبائر ولم يورد لها سنداً، وإنما صدرها بقوله وروي عن بعض السلف.. لذا فلا يمكننا الحكم على صحتها من عدمه.. لكن كثيراً من تلك المرويات في باب الترغيب والترهيب بدون إسناد تكون ضعيفة أو موضوعة، وعلى أية حال ففيما ورد في الآيات والأحاديث والآثار الصحيحة في إثبات عذاب القبر وفي الترهيب من ترك الصلاة ما يغني عن ذلك.. ويكفي عن الزجر عن ذلك تسمية الشارع لتاركها كافراً، وحكم القرآن عليه بسقر -والعياذ بالله.. كما ورد أيضاً في صحيح ابن حبان وحسنه الألباني ذكر ما يعذب به العاصي بترك الصلاة وغيرها في قبره، وأن المحافظ عليها يدفع عنه العذاب بسببها.. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 6061، والفتوى رقم: 98039.

ثم إننا ننبهك إلى أنه لا ينبغي الاعتماد على ما يرد في النت من صور للمعذبين في قبورهم ونحو ذلك، إذ أنه لا ثبوت لذلك فيما نعلم، ولعل ذلك يتنافى مع ما رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال: لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر.

وراجع للمزيد في ذلك الفتوى رقم: 16902.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني