الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إجابة الدعاء لا يتوقف على الأخذ بالأسباب المادية الظاهرة

السؤال

هل يقبل الدعاء إذا لم يأخذ الإنسان بالأسباب لتعثرها بالنسبة له مع وجودها، بمعنى أكثر تفصيلا، وكمثال إذا مرض إنسان وكان العلاج متوفراً لهذا المرض، ولكن هذا المريض ليس بمقدوره الأخذ بالأسباب، ألا وهي العلاج لظروف ما، فهل يقبل الله دعاؤه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إجابة الدعاء وقبوله لا يتوقف على الأخذ بالأسباب المادية الظاهرة، وإنما يتوقف على الأخذ بأسباب إجابة الدعاء التي أجملها القرآن الكريم في قول الله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}، فمن استجاب لله تعالى في أمره ونهيه، وصدق بوعده وآمن به فقد تحققت له شروط استجابة الدعاء، ولن يخلف الله تعالى وعده، كما قال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}، وسبق بيان أسباب إجابة الدعاء وشروطه بالتفصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 29391، 11571، 103161.

وليس منها الأخذ بالأسباب المادية، وإن كان الأخذ بها لا يتنافى مع الدعاء والاعتماد على الله تعالى، بل هو مطلوب شرعاً ومرغوب طبعاً، كما سبق بيان ذلك في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 17715.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني