الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المطلوب الدعاء للأب الظالم لا الدعاء عليه

السؤال

ما حكم الدعاء على الوالد إذا كان لا يخاف الله ولا يعدل مع زوجته ونسي أبناءه وزوجته الأولى وأصبح يأخذ المال من أولاده ويصرف على الزوجة الثانية ثم يكذب ويذهب إلى الناس وجيراننا ويقول لهم أولادي لا يعطوني مالا وحالتي تحت الصفر ويطلب مساعدات من الجمعيات الخيرية وحالته الحمد لله ويشتغل لكنه يكذب وأخذ مال أخي الكبير الذي كان والدي يدخره له على أساس تزويجه ثم قال أبني به بيتا كي يكون تأمينا للمستقبل لنفاجأ أنه تزوج وبنى بيتا لكن سجله باسم زوجته الثانية ليؤمن مستقبل زوجته الثانية وأولادها، أصبحنا جميعا نكرهه لأنه دائما يسبنا ويقذفنا نحن بناته وأمي وكلامه مثل حد السيف يدمي القلب والروح، وأنا بنته الكبرى متزوجة وساكنة معهم بنفس البيت طردني لأجل خاطر زوجته لأنها تكلمت على أمي ورديت لها الكلام وهددتها إن صار لامي شيء تكون نهايتها على أيدي، وراحت تشكي لوالدي الذي أهانني أمامها وافترى علي افتراءات يندى لها الجبين حسبي الله ونعم الوكيل عليها، يا شيوخي الأفاضل منعني من زيارة أمي أو أنها تزورني لكني لم أسمع كلامه وأصررت على زيارة أمي، المهم شيوخي الأفاضل والدي ظالم جدا ولا يخاف الله فطلباتها أوامر وطبعا الذي يدفع الثمن إخواني، أختي الصغرى سماها على اسم زوجته الثانية، وقد كانت أمي حاملا بالشهور الأخيرة عندما ذهب ليتزوج فماذا ستكون حاله أختي الصغرى عندما تكبر لتصدم أنها قد ولدت ووالدها بعيد عنها ثم إنه سماها على اسم زوجته كما أن كل إخواني الصغار أصبحوا يكرهونه ويحتقرونه فهو كان يسب أمي وإذا أحد ساعد أمي من إخواني كان دائما يسبه بحجة أنه عيب لأنه رجل وعمل البيت للنساء، والله الآن حتى غيارات عياله من زوجته يغيرها، فصاروا حتى إخواني الصغار يحتقرونه، أما أخي المسكين الذي يفترض أنه كان يتزوج فأتمنى أن تدعو له يا شيخي فقد ابتلي بصحبة لا هم لها إلا التفحيط بالسيارات والاستعراض والسفر لمشاهده آخر أغراض السيارات لأن عندهم هوس بهذه الأشياء، وهو الحمد لله طيب ويصلي وفيه طيبة قلب لا توجد بأحد، والله لو رأى طفلا بالشارع لا يعرفه يأخذه ويؤديه البقالة ويشتري له ما يريده حتى لو لم يكن عنده بجيبه غير10 ريال يصرفها، ودائما يقبل رأس أمي ويحن علينا نحن أخواته وكل من تعرف عليه تعلق فيه وأحبه لكنا خائفون عليه من أصدقائه والسرعة والاستعراض وصار يسمع أغاني بكثرة حتى لو كلمته عن الأغاني يقول لي إن شاء الله يصير خيرا ويرجع ويسمع، يا شيوخي رحم الله والديكم ادعوا له وسائر شباب المسلمين الله يصلحهم وحتى إخواني الآخرين أصبحوا مثله ليس لهم غير السيارات وأخبارها والأغاني والأفلام والسينما الله يهديهم، آسفة عل الإطالة ولكن السؤال مرة أخرى ما حكم الدعاء على مثل هذا الأب الظالم وهذا غيض من فيض فما خفي كان أعظم، وكيف أحاول أن أجذب إخواني للدين؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله كل الخير.........

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج همكم وأن يصلح حال والدكم وأن يرد إخوانكم إلى رشدهم.

وإن كان أبوك على الحال الذي ذكرت فلا شك أنه مسيء، علما بأن مجرد تزوجه على أمكم أو تسمية ابنته على اسم زوجته الثانية ليس في شيء منه خطأ، وعلى أية حال فإن إساءته لا تسقط عنكم بره والإحسان إليه لأنه يبقى أبا وإن فعل ما فعل، فلا يجوز لكم الدعاء عليه وإن ظلم وأساء فإن ذلك يعتبر عقوقا منكم له، وراجعي الفتويين 59562، 8173، وننصحكم بتعليم هؤلاء الصغار مثل هذه الآداب ونهيهم عن احتقار أبيهم.

واعلمي أن من أعظم إحسانكم إلى والدكم كثرة الدعاء له بالهداية والسعي في إصلاحه بنصحه وتوجيهه بأسلوب حسن أو تسليط بعض أهل الفضل والخير عليه وخاصة من يرجى أن يكون قوله مقبولا عنده منهم.

وأما بخصوص إخوانك فينبغي أن يجدوا منك الاحترام وإظهار الحرص والشفقة عليهم، فإن هذا يكسبهم ودك فيكون لقولك أثر كبير عليهم، والأولى أن تتخذي معهم الوسائل غير المباشرة في النصح والتوجيه كتشغيل بعض المحاضرات المؤثرة حال وجود الواحد منهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني