الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى وجوب إنفاق الزوج على علاج زوجته

السؤال

أنا متزوج منذ عامين ولم ننجب أولادا لأن زوجتي بها بعض المشاكل في عملية التبويض ومع ذلك تشعرني بأن العيب مني وقد ذهبنا إلى أكثر من طبيب وتقول لي إن غيرك يصرف أكثر منك من أجل الأبناء لدرجة أنها تريد مني أن آخذ ميراثي من والدي لكي أصرفه على علاجها، وتقول لي الكثير غيرك يفعل ذلك لدرجة أن والدتها عرضت علينا مبلغا من المال 500 جنيه وأنا رفضت وقلت لها لما ذا نأخذ المال من أحد ونستدين، ولما ذا لا يكون على قدر حالنا فرفضت هي ووالدتها طبعا وقامت الدنيا ولم تقعد إلى أن أخذنا المبلغ وفي هذا الشهر صرفت مبلغ 1000 جنيه على العلاج فقط ثم لم يحدث حمل في هذا الشهر فقلت لها أنا لم يعد معي مال فغضبت وقالت لي أتريد أن توقف العلاج الآن كل شهر مرتبط بالشهر السابق وهذا طبعا بتشجيع من والدتها وذهبت والدتها وحجزت لها عند هذا الدكتور مرة أخرى من غير إذني ولم تخبرني بذلك إلا وأنا ذاهب إلى عملي الساعة الثامنة صباحا وارجع من عملي في الساعة الثالثة وكان ميعاد الدكتور في الرابعة والنصف في نفس اليوم فغضبت وحلفت أني لن أذهب معها فذهبت هي والدتها طبعا وقرر الدكتور أن تعمل أشعة بالصبغة فرفضت وقلت لها أنا ليس معي مال لعمل هذه الأشعة فقالت لي إن أمي ستدفع المال حوالي 230 جنيه وقد حجزت لي بالفعل فقلت لها ما دمت حجزتي لعمل الأشعة وتصرفت من نفسك ولم تخبريني افعلي ما تريدين وذهبت بالفعل هي ووالدتها إلى والدها وظلت خارج البيت إلى الساعة 2 ليلا ثم اتصلت بي من عند والدتها لتخبرني بأنها عادت من عند الطبيب الساعة 2 ليلا ثم بعد ذلك أخذت تعايرني بالمال الذي أخذته من والدتها وتقول لي سدد المال الذي عليك البالغ 750 جنيه وأخت في كل وقت تعايرني بهذا المال مع أنها هي التي أخذته من ورائي وتصرفت من ورائي حتى في الذهاب إلى الطبيب ومع أنها تسعى وراء الحمل بهذه الطريق إلا أنها يا سيدي لا تريد الحمل مني أو أن يكون لها طفل مني إلا اللهم لترث في وهذه هي الطامة الكبرى وقد قالت لي ذلك وأقسم بالله العظيم على كل حرف كتبته قالت لي بالحرف الواحد أنا أسعى إلى الحمل فافرض أنك مت الآن سوف أخرج من المولد بلا حمص وسوف يقوم أشقاؤك بطردي من الشقة ولن أرث فيك، فماذا أفعل بالله عليك ياسيدي هل أطلقها أم ماذا والسبب الآخر أنها لا تريد الإنجاب مني إلا إرضاء لوادتها ووالدها فهما لم ينجبا ذكورا، وهذا عمل لها عقده في حياتها فتريد أن تنجب على أن يكون المولد ذكرا لكي تسعد أباها وأمها هل تعرف أمرا آخر يا سيدي إذا ذهبت إلى أحد أصدقائي أو ذهبت لزيارة أهلي وعندما أعود تظل تبكي وتنوح على بختها الأسود الذي رماها مع رجل مثلي يتركها وحيدة في المنزل مع العلم والله العظيم أني لا أخرج من المنزل إلا في أضيق الأوقات و تقول لي إنها لن أدعك تخرج بحريتك ولا تنغص على عيشتي إلا إذا أنجبت أو إذا التحقت بأي وظيفة فماذا أنا بالنسبة لها يا سيدي، وهل أنا متزوج من امرأة أو من ماذا، أنها تتصرف من تلقاء نفسها وتشعرني أنها تتصرف كالرجال وتقول لي إنها دائما مع خلاف معى وتضع نفسها فى مقارنة دائمة معي وتقول لي كما تفعل افعل أنا فإذا قلت لها مثلا نذهب إلى بيت أهلي تقول لي لا اذهب بمفردك أنا لن آتي معك هذا بيتي أنا تزوجتك في هذا المنزل وليس فى منزل والدك مع أنني لا أذهب إلى بيت والدي إلا كل أسبوعين أو ثلاثة ولا يبعد البيت عنا سوى مسافة 7 كم فقط وهو في قرية وتقول ما معنى أنا لا اذهب لبيت والدي إلا كل شهر مره أو مرتين مع العلم أنها في كل مرة تذهب إلى بيت والدها تبيت يوما أو يومين يعني معدل خمس أو ستة أيام في الشهر وعندما أطلب منها أن تذهب معي إلى بيت أبي ترفض وتغضب وعندما تذهب إلى هناك تظل غاضبة ولا تريد أن تبيت هناك لدرجة أنها تفضل أن تظل بمفردها في البيت على أن تأي معي وعندما أهدها أني سوف أتأخر أو أبيت هناك تقول لي لا يهمني مع العلم أننا متزوجون حديثا منذ عامين فقط ولم ننجب أولادا أرجو منك الاهتمام برسالتي والرد علي لأنني أوشكت عل الانفجار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن من أهم مقاصد الزواج الإنجاب وهو مطلب فطري للرجل والمرأة، وحق مشترك للزوجين لا يجوز لأحدهما أن يمنع الآخر منه، وإذا تأخر لعارض من مرض أو نحوه جاز الأخذ بأسباب العلاج المشروعة، فعن أسامة بن شريك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم.

وقد ذهب أكثر الفقهاء إلى أن الرجل لا يجب عليه نفقة علاج زوجته، لكن لا شك أن من حسن العشرة ومن تمام المروءة أن ينفق الرجل على علاج زوجته قدر استطاعته، أما ما زاد عن قدر استطاعته أو لم تطب نفسه ببذله فلا يلزمه، ومن هذا تعلم أنه لا يلزمك من سداد المال الذي دفعته الزوجة إلا ما اقترضته منها، أو وكلتها في دفعه أما ما عدا ذلك فلا يلزمك.

لكن ينبغي التنبيه إلى أن أمر الإنجاب أو غيره من أمور الزوجين هو حق لهما دون غيرهما، فلا يحق لأحد أن يتدخل في حياة الزوجين إلا بمشورة أو نصيحة بالمعروف، فما فعلته والدة زوجتك من التدخل في هذا الأمر خطأ، رغم أننا نقدر شعورها كأم تتلهف على ما يسعد ابنتها لكن ذلك لا يبرر لها التدخل في خصوصياتكم وتجاهل حقك في القوامة.

ويجب على زوجتك أن تعلم أن الله قد أوجب عليها طاعة زوجها في المعروف وأمرها بحسن عشرته وجعل له درجة القوامة عليها، فلا يجوز لها أن تخرج من بيته إلا بإذنه ولا أن ترفع صوتها عليه أو تخاطب بأسلوب غير لائق، ومن حسن العشرة أن تحسن إلى أهله وأن تعينه على بر والديه وصلة رحمه.

والذي نوصيك به أن تتعامل بالحكمة مع زوجتك وأهلها بما جعل الله لك من القوامة وبما ينبغي أن يكون بين الزوجين من التغافل عن الزلات والتجاوز عن الهفوات ، وأن تقدر أن تأخر الإنجاب عند زوجتك يسبب لها ضيقا وقلقا فينبغي أن تعوضها عن ذلك بحنان الزوج، وبما حباك الله به من الصبر وحسن الخلق، وأن تعينها على طاعة الله والتقرب إليه وكثرة الذكر والاستغفار وتعلم أمور دينها وشغل فراغها بما ينفعها في دينها ودنياها مع الإنفاق على علاجها بما يتيسر لك .

وننبهك إلى أنه لا يجوز لك أن تسمح لزوجتك بالعلاج عند طبيب ما دامت هناك طبيبة تقوم مقامه وتسد مسده، وفي حالة عدم وجود هذه الطبيبة فيجب عليك ألا تسمح لها بالخلوة بالطبيب إلا في حال وجود محرم؛ لقول رسول صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلى ومعها ذو محرم. رواه البخاري ومسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني