الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يأمر بالمستحبات ولا يأتيها

السؤال

أنـا شخص أقـوم بالواجــبات الـتي فـرضها الله علي وأنـتهي عـن الـمحرمات إلا ما كــان مـن الزلات، وأنــشر فـي الإنتـرنت مـقالات عـن فـضل قـيام الليل وفــضل الـصلاة وغــيرها مــن الأعمــال الـمستحبة والـتي ليـست واجــبة ولكــن لا أفــعلها، ويـتلخص الــسؤال كــتالـي: آمر بالأعمــال الـواجــبة وأفــعلـها، أنــهى عــن الـمنكر وأجــتنبه، آمــر بالأعــمال الــمستحــبة ولا أفــعلها، فهــل أكــون مــن أهــل هــذه الآيــة والــتي قــرنالله فــاعلــها بالفـــلاح (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) {آل عمران:104}، أو مــن أهــل هــذا الــحديـث: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه). رواه البخاري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كنت كما ذكرت فنرجو أن تكون من جملة المشمولين بهذه الآية، وعليك أن تجتهد في المحافظة على الأعمال الصالحة التي تأمر الناس بها حتى تكون لهم قدوة حسنة، فإن ذلك من وسائل الدعوة النافعة بإذن الله تعالى.

وأما الحديث الذي ذكرته (كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه...) فهو في الواجبات، وفي النهي عن المحرمات لأنه لا يدخل الله العبد النار ويعذب على ترك المستحبات، فلو كنت تأمر بالمستحبات ولا تأتيها فأنت مأجور من جهة الأمر بها والدعوة إليها والحث عليها، ولست آثماً إن لم تفعل ما تأمر به من ذلك لأنها مستحبات لا يؤاخذ تاركها في الجملة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني