الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

امرأته عصت أمره ولم يزجرها أهلها بل اعتدوا عليه

السؤال

قبل ثلاث سنوات عمري 22 سنة وكان عمرها 18 خُطبت البنت على ثلاثة شبان ولقد اختارتني البنت من باقي المتقدمين وكان أهل المتقدمين موجودين في تلك اللحظة وقمت بالنظر، أما أهالي المتقدمين للبنت وكانوا ينظرون إلي بنظرة الحقد والكره، ففي ليله الزواج كان كل الناس يتكلمون عني وعن زوجتي بأننا أفضل من العروسين الثانيين بكل المقاييس وفي اليوم التالي من الزواج حصلت مشكلة وهي على كلمة كنت أمزح بها وجلست تبكي فتقول نحن في البداية طلقني فحاولت فكنا نخرج فهي لا تتكلم معي وأحاول الكلام معها وهي رافضة في يوم ثان وثالث فكل وقتها تريد أن تذهب إلى أهلها فهي تنفر مني بدايه الزواج لا تطيق الجلوس معي رجعنا لبيتنا فهي قلبت حياتي نكدا جميع وقتها تبكي من الغربة فبين كل فترة وفتره أسافر بها إلى أهلها لكن نفس الحكاية فكانت حياتنا مليئة بالمشاكل دائما مشاكل وقد انقلبت حياتي فصار إخوان زوجتي يكرهونني وأم الزوجة تكرهني بدون أي سبب خلال السنة الأولى طلقت زوجتي فهي كانت دائما كئيبة حزينة فصرت لا أحب الرجوع إلى البيت فكنت أعمل عملا صباحيا وعملت عملا مسائيا حتى أبعد عن البيت وعن المشاكل وما زالت المشاكل تزيد بشكوتها بأنني لا أجلس في البيت فكانت تسمع من ناس آخرين سعادتهم في الحياة الزوجية وتريد نفس طريقتهم في السفر، السنة الثانية تعودت عليها وتعودت علي أنا أعمل في الصباح والمساء أرجع إلى البيت منهكا وهي لا يهمها أي أمر تحب الازعاج والمشاكل ولا تهتم بشؤون منزلها مثل باقي النساء أنا أعتمد على أغلب الأمور على أهلي وهي لا يهمها هذا الأمر كرهت هذه الحياة لأنني لست سعيداً كثيرة الشكوى وكثيرة التملل لا يعجبها أي أمر مني فيه نهاية السنة الثانية بدأت تتحسن فكانت تهتم بي بشكل أكبر، ولكني أنا أخذت في نفسي منها سابقا فكانت تفاجئني بالهدايا والمفاجئات تغيرت تغيرا جذريا ولكنها تقول أنت لا تفعل معي كذا وأنت لا تفعل ولا تفعل فكانت تحطمني وأنا أعاندها ولا أفعل عناداً لها ففي يوم من الأيام من شدة المشاكل قد أيقظتني من النوم وكان معها سكينا وتريد أن تذبحني وقمت مسرعا وأخذت السكين وإذا هي على الأرض والسكين بيدي إذ أنني أنا بحالة جنونية أريد قتل زوجتي لأني انفجعت وتريد قتلي قائلة هل تطلقني أم لا فكانت على لسانها هذه الكلمة دائما فكانت تقول تقدم لي فلان وفلان للزواج وأنا كنت أكره هذا الكلام وقد تكلمت معها عدة مرات بهذا الشأن فهي ما زالت تعيده اشتكيت لأهلها وبعدها فما صارت تقول لي هذا الكلام ولكن عند المشاكل تقول لي هذا أنا تريدني وإلا براحتك حاولت معها بجميع الطرق لكن دون فائدة اشتكيت لأهلها دون فائدة لا تهتم بي كثيراً كثيرا ما تهم بأهلها وتقول أنا عند أهلي كنت مبسوطة أنا كرهتك أنا ما أريدك أنت جبت لي نفسيه فكانت تقول الكلام دائماً السنة الثالثة حياتنا عادية روتينه تشتكي للكل بأني لا أقدر الحياة الزوجية ولا ولا ولا فكان أي سبب أو أي مشاكل تبحث عن أي طريقة لضربها فكانت تقول اضربني فكانت تستدعيني بأني أنا أضربها حتى تشتكي لأهلها فأنا أبتعد عنها وأتحاشها نتزاعل دائما ولكن أنا الذي أسامحها فهي أبداً لا تعتذر أنا أعتذر حتى ولو كانت هي المخطئة ولكن هي لا تعتذر أبداً بعض المرات أقول إنها تحسنت وبعض المرات أقول إنها مثل أول ما تغير فيها شيء حياتي معها غير سعيدة وهي أيضا علاقتي الجنسية معها أصبحت ضعيفة حيث إنني أمارس معها بدون رغبه ولكن مجاملاً لا يوجد أطفال حيث ذهبنا للعديد من الأطباء دون فائدة ليس مني ولا منها أي عيب صار حمل لأكثر من مرة ولكن يسقط وينزل الحمل ليس بيننا أي كلام أو حوار أحاول أن أتحاشها إذا ذهبت إلى أهلها وأنا رجعت لمديتني أشتاق إليها وهي تشتاق لي كثيراً ويكون بيننا لهف وشوق ولما أذهب لأخذها فقط تنقلب ثاني يوم من رجعوها إلى مثل الأول أكره دخول بيت أهلها لا أحب الجلوس عندهم بالعكس بالأول كنت أحب الجلوس عندهم أسافر لأخذ زوجتي ولا أمكث عندهم كثيراً حيث إنني أتضايق بشكل كبير وأحس بهم وغم وشيء في صدري فعندما أخرج من بيتهم يزول الهم وهي مثلي تماما لما تدخل بيتنا تقول لي مثل هذا الكلام، الشيء الذي يحيرني أنها تحبني وأنا أحبها على كلامها وتصرفاتها معي بعض الأحيان إنها تحبني نهاية السنه الثالثة صارت بيني وبينها مشكلة وشتمت أمي ورفعت صوتها على أمي أخذتها وقامت بتصرفات تدل على أنها لن ترجع أبداً وذهبت وسافرت بها تجمع علي إخوانها مرسلين من قبل أمهم فقد قاموا بمشاجرتي وصلت إلى مد اليد علي ورجعت لمدينتي لأخي زوجتي الذي بنفس مدينتي وتشاجرت معه فوصلت لمد اليد وخالتي قالت لي كلاما لا يقبل أن يسمعه وشتمتنا حيث إن زوجتي قالت لهم كلاما غير صحيح ولكن لتكبير المسألة، شهرين قررت أني أتزوج بأخرى وطلاق زوجتي ولكن لا يمر أي دقيقة وإلا أنا أفكر فيها أتساءل هل هي تريدني أم لا أنا أريدها، ولكن أطلقها أو لا. فأرجو الرد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أخطأت هذه المرأة أيما خطأ بتضييع حقك وعصيان أمرك وتمردها عليك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه. قال الشوكاني إسناده صالح.

وأخطأ أهلها بعدم زجرها عن فعلها ثم باعتدائهم عليك، وأخطأت أنت أيها السائل عندما قابلت رجوعها وإحسانها بالعناد والتجاهل وكان عليك أن تشجعها على ذلك وأن تأخذ بيدها إلى طريق التوبة.

ومهما يكن من أمر فإنا ننصحك بأن لا تتعجل في طلاقها وعليك بمراجعة أهل العلم والخبرة بالرقية الشرعية وعلاج السحر والحسد فإن وجدت أن هذا من أعراض السحر أو العين فعليك بعلاج ذلك بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله الكريم.

أما إن كان الأمر بعيداً عن ذلك وكان مجرد عناد ونشوز منها فإنا نوصيك بالعلاج الشرعي للنشوز كما جاء في كتاب الله، قال سبحانه: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا {النساء:34}.

فإن لم يجد معها نفعاً فعليك بطلاقها فلا يستحب إمساك مثل هذه المرأة، وللفائدة يرجى مراجعة الفتويين التاليتين: 16755، 2244.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني