الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تأخير خطبة الجمعة وإلقاؤها باللغتين العربية والفرنسية

السؤال

حفظكم الله أود أن أسأل عن مسألة تخص المسلمين بمسجدنا الواقع بفرنسا وهذا نص السؤال: لدينا إمام متطوع لصلاة الجمعة يأتي للصلاة بنا مباشرة من عمله و يلقي الخطبة بالعربية ثم بالفرنسية و ذلك لوجود مصلين لا يفهمون العربية المشكلة التي سوف تواجهنا ابتداءا من الجمعة القادمة هي الانتقال إلى التوقيت الشتوي أي تقدم أوقات الصلاة بساعة. وقت الظهر عندنا بالتوقيت الصيفي هو13.30 والخطبة تقام من 14.30 إلى الساعة 15.00 و صلاة العصر على 17.00
أما مع التوقيت الشتوي فوقت الظهر يصير على 12.30 والعصر يصل إلى 14.45.
والسؤال هو: هل لمصلحة إلقاء الخطبة بالفرنسية و ما في ذلك من مصالح يمكننا إقامة الخطبة من الساعة 14.00 إلى 14.30 أي بحوالي عشر د قبل أذان العصر ما يضطرنا لصلاة العصر مباشرة بعد الجمعة و السبب الدافع إلى ذلك هو تعذر مجئ الإمام قبل الساعة 14.00 , ( أم نكلف الإمام الثاني بأدائها على الساعة 13.30 لكن فقط بالعربية ؟
ملاحظة: لدينا إمام للصلوات الخمس يمكنه أداء الخطبة بالعربية فقط نرجو منكم الجواب عاجلا أحسن الله إليكم و حفظكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالسنةُ في الجمعة إقامتها بعد الزوال مباشرة، فعن سلمة بن الأكوع : كنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفيء . متفق عليه، وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس . أخرجه البخاري، وانظر الفتوى رقم: 79596.

وإذا كان تأخير الجمعة عن أول الوقت خلاف السنة، فالأولى بكم أن تحرصوا على موافقة السنة ما أمكن، فكلما بادرتم بفعلها كان أولى، ولكن إن أخرتموها فالصلاةُ صحيحة ولا حرج عليكم ما لم يخرج وقتها، ووقتها يخرجُ بدخول وقت العصر.

والذي ننصحكم به هو أن تقدموا من يحسن الخطبة بالعربية، فيخطب ويصلي بالناس ولا تنتظروا الإمام الذي يحسن اللغتين وذلك لأمور:

أولها: الخروج من محذور فصل الخطبة عن الصلاة إذ يخشى أن تكون الترجمة فصلا بين الخطبة بالعربية والصلاة. والجمهور على اشتراط الموالاة بينهما.

ثانيها: أن وجود من يخطب باللغتين يؤدي إلى تراخي كثير من الأعاجم المسلمين عن تعلم العربية، مما يحرمهم خيراً عظيما وبركة كثيرة.

ثالثها: أن الخطبة بالعربية فحسب هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والخلفاء من بعده .

رابعها: أنه كما قدمنا أقربُ إلى السنة من جهة مراعاة فضيلة أول الوقت .

خامسا: أنه يمكنُ الاستعاضة عن إعادة الخطبة بالفرنسية بأن يقوم أحدُ من يحسن اللغتين - وهم عندكم كثرٌ بلا شك – بعد الصلاة فيترجمُ مقاصد الخطبة لمن لا يحسنُ العربية، وفي هذا أيضاً فائدة أخرى، وهي عدم التطويل على المأمومين الذين يحسنون العربية بإعادة نفس الخطبة التي سمعوها بلغةٍ أخرى، فيمكنهم إذا انقضت الصلاة، وقام من يترجمُ مقاصد الخطبة بالفرنسية أن ينصرفوا إلى أشغالهم، ويبقى من شاء أن يستمع إلى هذا المترجم.

ونسأل الله أن يزيدكم حرصاً على الخير ومزيداً من الرغبة في اتباع السنة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني