الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتم الزوج عن زوجته إذا أخبرته عن نفسها بما يشينها

السؤال

زوجتي ادعت على نفسها كلاما يخل بالشرف وعندما اشتكيتها لأخيها كذبت وحلفت بالمصحف وادعت أنني أنا الذي قلت الكلام وطالبتني بحق حتى تسامحني على ما قلت.. والله ووالله إن الكلام الذي قالته هي ولم أدع عليها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت زوجتك قد قارفت شيئاً محرماً وتابت منه ، فما كان ينبغي لها أن تذكر لك ذلك ، فإنه يجب على الإنسان إذا وقع في شيء من الفواحش أن يستر على نفسه ولا يفضحها ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تَنْتَهُوا عَنْ حُدُودِ اللَّهِ، مَنْ أَصَابَ مِنْ هَذِهِ الْقَاذُورَاتِ شَيْئًا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ مَنْ يُبْدِي لَنَا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عَلَيْهِ كِتَابَ اللَّهِ. رواه مالك في الموطأ.

وأما أنت فقد أخطأت حين ذكرت ذلك لأخيها ، فإنه ينبغي الستر على المسلمين، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. رواه مسلم وابن ماجه.

وعلى كل حال فمادامت هي التي ذكرت ذلك عن نفسها ولم تكن أنت الذي اتهمتها به فلا ذنب عليك فيما لم يصدر منك، ولكن ما كان ينبغي لك أن تذكر ذلك لأخيها كما سبق ما لم يثبت لك من المرأة صدقها فيما تقول وإصرارها عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني