الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تطيع زوجها الذي يكذب ولا يصلي

السؤال

أنا متزوجة منذ 8 أشهر فقط - وحامل بالشهر السابع زوجي يبلغ من العمر 29 سنة ولكني اكتشفت بعد زواجي بأن زوجي كاذب في حديثه لي وأفعاله - مع العلم بأني حاولت معه بكل الطرق بألا يكذب علي وقلت له إني لا أريد أي شيء منه غير أن يكون صادقا معي وأني أساعده أيضا بالمصارف بالبيت ولا أطلب منه أي مصاريف أو طلبات لي أو للبيت أو مصاريف متابعة علاجي للحمل بمعنى أني لم أضغط عليه بأي مصاريف واجبة عليه وتبريره أنه يكذب علي حتى لا أغضب وهو يبحث عن وظيفة منذ فترة، وحاولت معه الانتظام في الصلاة علما بأن والدته قد أخبرتني أنه كان يصلي الوقت بوقته بالجامع وقراءته للقرآن كثيرة، وقد تغير تماما وهذا التغير منذ فترة وقبل زواجي بكثير.
علما بأن والدي ووالدتي وأهلي يقدمون له معاملة حسنة ومن الناحية المادية أيضا عند طلبه منهم يقدمون له
سؤالي - ما حكم الإسلام في طاعتي له مع العلم أني متأكدة انه كاذب و بالدليل سواء كانت أشياء صغيرة أو كبيرة...
كل ما يهمني هو حكم الإسلام في طاعتي له - لأني بقدر ما أستطيع أحاول إطاعتي ربي علما بأني لا أستطيع التعامل معه بسبب هذا الكذب وحالتي النفسية شبه أنها مدمرة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجب عليك طاعة زوجك في المعروف؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. صححه السيوطي.

ولقوله أيضا كما جاء في المسند وغيره من حديث عبد الله بن أبي أوفى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لغير الله تعالى لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه.

قال الشوكاني: إسناده صالح. إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة في هذا الباب.

ولا شك أن الكذب كبيرة من كبائر الإثم، وقد بينا ذلك بالدليل في الفتوى رقم: 26391، والتفريط في الصلاة ولو في فريضة واحدة من أعظم الكبائر وأشد الموبقات، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 1145، والفتوى رقم: 78185.

ولكن طالما أن هذا الزوج لم يترك الصلاة بالكلية فإن هذه الذنوب لا تبيح لك مخالفة أمره، ولا الخروج عن طاعته، بل الواجب عليك طاعته في المعروف واستفراغ الوسع في نصحه وتذكيره بأوامر الله وعظيم حقه سبحانه، ويمكنك أن تستعيني عليه في ذلك بأهل الخير والعلم، فإن أصر على فعله وكنت تتأذين –كما ذكرت- من ذلك، فعندها يجوز لك طلب الطلاق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني